كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 15)

وقال تاج الدين السُّبْكيُّ: "في إسنادِهِ شيخُ الطَّبَرانيِّ وشيخُه عُمرُ بن أَبانَ، وهما مجهولان" (طبقات الشافعية الكبرى ٩/ ٢٨٠).
وقال ابنُ كَثيرٍ: "رواه الطَّبَرانيُّ في حديثِ طويل ثلاثي له، ولا يثبُت إسنادُه" (إرشاد الفقيه ١/ ٣٩).
وقال أبو الفضل العِراقيُّ: "هذا حديث غريب" (الأربعين العشارية ص ٢٢٧).
وقال ابنُ حَجَرٍ: "هذا حديث غريب من هذا الوجه، وعُمرُ بن أَبانَ ذكره ابنُ حِبَّانَ في الثِّقات" (الأحاديث العشرة العشارية الاختيارية ص ٣٢).
قلنا: وكذا ذَكَر الهيثميُّ في (المجمع ١١٩٧) مُتَعقِّبًا الذَّهَبيُّ، وكذا السَّخاويُّ في (التحفة ٣٢١١) أنَّ ابنَ حِبَّانَ ذكره في (الثِّقات).
والذي في (الثِّقات ٥/ ١٥٣، ٧/ ١٧١) إنما هو عُمر بن أَبانَ بن عُثْمَانَ، يروي عن عُثْمَانَ - أو عَمرو بن عُثْمَانَ -، وابنُ عُمر. روَى عنه ابنُه إبراهيم، وفرَّق بينهما، ولم يَذْكُر عُمرَ بنَ أَبانَ بنِ مُفَضَّلٍ صاحبَنا هذا، وكذا لم يذكر ابن قُطْلُوبُغا في (الثِّقات ٧/ ٢٦٥) سوى مَن ذكره ابنُ حِبَّانَ. والله أعلم.
قلنا: وأنَّى لشيخ الطَّبَرانيِّ أن يرويَ عن أنس بواسطة واحدة؟ ! هذا يحتاج إلى عمر مديد، ولو كان كذلك لاشتهر واشتهر حديثُه، وهذا ما لم يَحْدُث. والله أعلم.
ومع هذا ذكره شمس الدين ابن الجَزَريُّ في (الأربعين الصحاح ٢٣)، وتَعَقَّبَ الذَّهَبيُّ في تجهيله لعُمرَ، فقال: "رحِم الله الذَّهَبيُّ، ما أَسْرَعَه إلى التضعيف والجرح! "، وذلك لأن الطَّبَرانيَّ قال فيه: أخبرنا جعفر بن حُميد. قال: "فلا يضره تفرُّد الطَّبَرانيِّ عنه، بل رفع عنه الجهالةِ، ولا نعلم أحدًا تَكَلَّم فيه، وأما عُمرُ بن أَبانَ فقد ذكره ابنُ حِبَّانَ في (الثِّقات)، فحُكْمُه على

الصفحة 91