كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 32)
"""""" صفحة رقم 12 """"""
للقضاء عز الدين بن مسكين إن أصررت على الامتناع ، فقال : الآن وجب عليّ قبول
الولاية . فقبلها وعاد ، وهو الذي نقل خلع القضاة من الحرير إلى الصوف ، وكان
يخلع على القضاة قبله الحرير الكنجي والصمت وله رحمه الله تعالى فضائل كبيرة ،
ومناقب جمة مشهورة شهدها وعلمها من رآه . وهي أشهر من أن يأتي عليها ، وأكثر
من أن نسردها .
ولما توفي اجتمعت الآراء على ولاية قاضي القضاة بدر الدين محمد ابن الشيخ
برهان الدين إبراهيم بن جماعة الشافعي ، وهو يومئذ قاضي القضاة بالشام ، وخطيب
الجامع الأموي ، وشيخ الشيوخ ، فبرزت المراسيم بطلبه ، وتوجه البريد لإحضاره ،
فوصل البريد إلى دمشق في يوم الخميس سابع عشر صفر وتوجه قاضي القضاة بدر
الدين إلى الديار المصرية في يوم السبت تاسع عشر الشهر على خيل البريد ، ووصل
إلى القاهرة في يوم الأربعاء مستهل شهر ربيع الأول ، وخلع عليه على عادة الشيخ
تقي الدين ، وفوض إليه القضاء بالديار المصرية ، وجلس للحكم في يوم السبت رابع
الشهر وأنعم عليه ببغلة من الإسطبلات السلطانية ، وفرقت جهاته بدمشق ، ففوض
قضاء القضاة بالشام لقاضي القضاة نجم الدين أبي العباس أحمد بن صصرى وكتب
تقليده في عاشر جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعمائة ، وقرئ تقليده في يوم الجمعة
الحادي والعشرين من الشهر بمقصورة الخطابة بجامع دمشق بحضور نائب السلطنة
الشريفة ، ثم جلس في الشباك الشمالي بالجامع وقرئ ثانيا .
وولي الخطابة والإمامة لجامع دمشق الشيخ نجم الدين عبد الله بن مروان
الشافعي الفارقي ، وخطب في يوم الجمعة الحادي والعشرين من الشهر المذكور .
وولي مشيخة الشيوخ القاضي جمال الدين الزرعي ولم تتم الولاية ، ثم ولي
ذلك الخطيب ناصر الدين أحمد ابن الشيخ بدر الدين يحيى ابن شيخ الإسلام عز
الصفحة 12
264