كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 32)
"""""" صفحة رقم 14 """"""
جماعة من الأمراء في هذا الأمر ، حتى ذكر جماعة من مماليك نائب السلطنة
وخواصه .
فلما قرأ الكتاب استراب به ، وأطلع عليه بعض الكتاب ، وأمره بالفكرة فيمن
اختلقه ، فوقع الحدس على فقير يعرف باليعفوري كان ينسب إلى فضول وتزوير ،
فمسك فوجد معه منشورة بالكتاب ، فضرب فأقر على إنسان يعرف بأحمد القباري ،
فأخذ وضرب فاعترف على جماعة ، وأن الذي كتب الكتاب التاج بن المناديلي
الناسخ ، فلما كان في يوم الاثنين مستهل جمادى الآخرة جرسوا الثلاثة بدمشق ، ثم
أخرجوا إلى سوق الخيل ، فأمر نائب السلطنة الأمير جمال الدين آقش الأفرم أن يوسط
القباري واليعفوري فوسطا ، وقطعت يد ابن المناديلي الناسخ .
وفي هذه السنة ظهر بنيل مصر دابة عجيبة
وهي التي تسمى فرس البحر ، وكانت تطلع إلى البر وترعى البرسيم ثم تعود
إلى البحر ، فلما كان في يوم الخميس رابع جمادى الآخرة صيدت ببلاد المنوفية .
وصفتها أن لونها لون الجاموس ، وهي بغير شعر ، ولها آذان كآذان الجمل ، وفرج مثل
فرج الناقة تغطيه بذنب طوله شبر ونصف ، طرفه كذنب السمك ، ورقبتها في غلظ
التليس المحشو ، وفمها وشفتاها كالكربال ، ولها أربعة أنياب طول كل ناب دون
شبر في عرض أصبعين ، وفي فمها ثمانية وأربعون ضرسا ونابا وسنا مثل بيادق
الشطرنج ، وطول بدنها من بطنها إلى الأرض نحو الذراع ، ومن ركبتها إلى حافرها
يشبه بطن الثعبان أصفر مجعد ، ودور حافرها مثل الأسكرجة بأربع أظفار كأظافير
الجمل وعرض ظهرها تقريبا تقدير ذراعين ونصف ، وطولها من فمها إلى ذنبها خمسة
عشر قدما ، ووجد في بطنها ثلاثة كروش ، ولحمها أحمر زفر كزفرة السمك وغلظ
الصفحة 14
264