كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 32)

"""""" صفحة رقم 16 """"""
كجكن ، ومن عسكر الشام الأمير سيف الدين بهادر آص والأمير سيف الدين أنص
الجمدار والأمير سيف الدين أغرلو من عسكر حماه ، ومن انضم إليهم ، وتوجهوا
في ألف فارس وخمسمائة فارس لا يزيد على ذلك وساقوا في البرية إلى مكان يسمى
عرض لقصد هذه الطائفة من التتار ، فتوافوا بها - وعدة التتار عشرة آلاف من المغل -
فلما شاهدهم التتار أطلقوا من كان معهم من التركمان وحريمهم ومواشيهم ؛ ليشغلوا العسكر بهم ، فلم يعرج العسكر عليهم ، وحملوا على التتار حملة رجل واحد ،
واقتتلوا أشد قتال فنصر الله جيش الإسلام ، وقتلوا من التتار خلقا كثيرا ، وفر من بقي
منهم ، وذلك في عاشر شعبان من هذه السنة ، وكانت هذه الوقعة مقدمة النصر ، واستشهد في هذه الوقعة الأمير سيف الدين أنص الجمدار ، ومن أمراء دمشق . وحضر
إلى دمشق جماعة أسروا من أعيان التتار في يوم الخميس منتصف شعبان . هذا ما كان
بالشام .
ذكر توجه السلطان الملك الناصر من الديار المصرية
بالجيوش الإسلامية إلى الشام ، والوقعة بمرج الصفر ، وانهزام التتار
قد ذكرنا اهتمام السلطان واحتفاله وما رسم به من الاستخدام ، ثم جرد العساكر
من مدنه يتلو بعضها بعضا ، فوصلوا إلى دمشق . فأول من وصل منهم الأمير ركن
الدين بيبرس الجاشنكير ، والأمير حسام الدين لاجين الرومي والأمير سيف الدين
كراي المنصوري ، والأمير ركن الدين بيبرس الدوادار ومضافيهم في يوم الأحد ثامن
عشر شعبان . ثم وصل الأمير بدر الدين بكتاش الفخري أمير سلاح ، والأمير سيف
الدين بكتمر السلاح دار ، والأمير عز الدين أيبك الخزندار المنصوري ، والأمير

الصفحة 16