كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 32)
"""""" صفحة رقم 19 """"""
وأقبل التتار وفيهم من مقدمي التمانات قطلوشاه ، وقرمشي بن الناق ، وسوتاي ،
وجوبان بن تداون ، وأقطاجي ، وبولاي ، وطوغان ، وسياومي بن قطلوشاه ، وطغريل بن
أجاي ، وأبشقا ، وأولاجقان ، وألكان وطيطق ، وهم في مائة ألف من المغول والكرج
والأرمن وغيرهم . ولما جاوزوا منزلة الكسوة طلبوا تحت الجبل المسمى كنف
المصري ، وحملوا على الميمنة فصدموها بمعظم جموعهم ؛ فاضطربت وقاتل من بها
قتالا شديدا ، فاستشهد الأمير حسام الدين الرومي ، والأمير مبارز الدين أوليا بن
قرمان ، والأمير شمس الدين سنقر الكافري ، والأمير جمال الدين أقش الشمسي
الحاجب ، والأمير عز الدين أيدمر النقيب ، والأمير عز الدين أيدمر الرفا ، والأمير عز
الدين أيدمر الشمسي القشاش ، والأمير علاء الدين علي بن داود التركماني والأمير
حسام الدين علي بن باخل ، ونحو ألف فارس من مماليك الأمراء وأجنادهم ، وانهزم
بعض الأمراء ، فكان منهم : الأمير سيف الدين برلغي الأشرفي . فأردف السلطان
الميمنة بالقلب حتى رد التتار .
وأما الميسرة فقاتلها بولاي في حماية من التتار ، فلم تكن لهم طاقة بملاقاة من
فيها من الجيوش ؛ فهرب بولاي في هذا اليوم بعد العصر في نحو عشرين ألف فارس
من غير طائل قتال ، وتبعهم بعض الجيش الإسلامي وعادوا ، ثم حجز الليل بين
الفريقين ، فلجأ التتار إلى الجبل ، وأضرموا النيران ، وأحاطت بهم العساكر الإسلامية
طول الليل . فلما أسفر الصباح عن يوم الأحد ثالث شهر رمضان تقدمت العساكر
الإسلامية إلى الجبل ، وضايقوهم أشد المضايقة ، فكان ينزل من شجعانهم طائفة
وتتقدم إلى طلب من أطلاب العساكر وتقاتل فيردها من يقابلها أقبح رد . وكان هذا
اليوم بالحصار أشبه منه بالمصاف ، واستمر الحال على ذلك إلى وقت الظهر ففرج
لهم الأمير سيف الدين استدمر كرجي فرجة من رأس الميسرة ، فلما رأوها بادروا
بالفرار ، وخرجوا على فرقتين . فالفرقة الأولى فيها جوبان في نحو ثلاثين ألف فارس
حتى أبعد . ثم تلاه قطلوشاه في نحوها ، وبقي منهم فرقة ثالثة فيها طيطق في زهاء
الصفحة 19
264