كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 32)
"""""" صفحة رقم 227 """"""
مخشنة للمعدة والأمعاء فقال الرشيد عنده امتلاء وهو يحتاج إلى الاستفراغ بعد فسقيناه
برأيه دواء مسهلا ، فانسهل بسببه نحو سبعين مجلسا ومات وصدقه الرشيد على ذلك
فقال جوبان فأنت يا رشيد قتلته ، وأمر بقتله فقتل واستأصلوا جميع أملاكه وأمواله ،
وقتلوا قبله ولده إبراهيم من أبناء ست عشرة سنة ، وحمل رأس الرشيد إلى تبريز
ونودي عليه : هذا رأس اليهودي الذي بدل كلام الله ، لعنه الله ، وقطعت أعضاؤه
وحمل كل عضو إلى بلد وأحرقت جثته وقام في ذلك الوزير تاج الدين علي شاه
التبريزي ، وقتل الرشيد وهو من أبناء الثمانين ، وخلف عدة أولاد ، وكان يتستر
بالإسلام فيما قيل عنه .
وفيها في التاسع عشر أو العشرين من شهر رمضان قتل الحاجي الدلقندي قتله
جوبان نائب الملك أبي سعيد وسبب ذلك أنه بلغه أنه اتفق هو وجماعة من الأمراء
على قتله وقتل الوزير علي شاه فبادر بقتله ودلقند قوية من عمل منسوب إلى مدينة
سمنان من مدن خراسان نقلته وما قبله من تاريخ البرزالي .
واستهلت سنة تسع عشرة وسبعمائة بيوم الجمعة
وفي أول ليلة من المحرم هبت ريح شديدة بمدينة دمشق رمت كثيرا من
الستائر والطبلات وسقط بسببها جدران كثيرة ، وهلك تحت الردم جماعة
واقتلعت أشجار كثيرة من أصولها وقصفت أغصانا وامتنع كثير من الناس من النوم
بسببها واجتمع خلق كثير بالجامع يتضرعون إلى الله تعالى في سكونها فسكنت ، ثم
ثارت في ليلة الثلاثاء المسفرة عن تاسع عشر الشهر ، وهو أول الاعتدال الربيعي ولم
يبلغ مبلغ الأول .
وفي يوم الخميس السابع من المحرم ، وصل الأمير شمس الدين آق سنقر
الناصري أحد الأمراء من الحجاز الشريف إلى قلعة الجبل بعد أن وقف بعرفة مع
الحاج في سنة ثمان عشرة وسبعمائة وصحب الركب إلى المدينة النبوية ، على ساكنها
أفضل الصلاة والسلام وصلى بها الجمعة وركب لست بقين من ذي الحجة سنة ثمان
عشرة وردت الأخبار معه أنه قبض على الأمير أسد الدين رميثة أمير الحجاز الشريف