كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 32)
"""""" صفحة رقم 228 """"""
وعلى الأمير سيف الدين بهادر الإبراهيمي أحد الأمراء وهو الذي كان قد جرد بسبب
الأمير عز الدين حميضة والذي ظهر لنا في سبب القبض عليهما أن رميثة نسب إلى
مباطنة أخيه حميضة وأن الذي يفعله بحميضة هو القبض عليه ولكنه ركب إليه وتقاربا
من بعضهما بعضا ، وباتا على ذلك ولم يقدم الإبراهيمي على مهاجمته والقبض عليه
فاقتضى ذلك سجنه ، واتصل بالسلطان أيضا أن الإبراهيمي ارتكب فواحش عظيمة
بمكة شرفها الله تعالى ، فرسم بالقبض عليهما ووصل الأمير أسد الدين رميثة ورسم
عليه بالأبواب السلطانية أياما ، ثم حصلت الشفاعة فيه فرفع عنه الترسيم وأقام يتردد
إلى الخدمة السلطانية مع الأمراء إلى أثناء شهر ربيع الآخر من السنة فحضر إلى
الخدمة في يوم الاثنين رابع عشر ثم ركب في عشية النهار على هجن أعدت له وهرب
نحو الحجاز فعلم السلطان بذلك في يوم الثلاثاء فجرد خلفه جماعة من الأمراء وهم :
الأمير سيف الدين أقبغا آص والأمير سيف الدين قطلوبغا المعزي والأمير ناصر الدين
الجرمكي وجماعة من عربان العايد فتوجهوا خلفه وتقدم الأميران المبدأ بذكرها ومن
معهما من العربان فوصلوا إلى منزلة حقلي وهي بقرب أيلة مما يلي الحجاز فأدركوه
بالمنزلة فقبضوا عليه وأعادوه إلى الباب السلطاني ، فكان وصوله في يوم الجمعة
الخامس والعشرين من الشهر فرسم السلطان باعتقاله في الجب فاعتقل واستمر في
الاعتقال إلى يوم الخميس الثامن من صفر سنة عشرين وسبعمائة فرسم بالإفراج عنه
وخلع عليه .
وفي العاشر من صفر نودي بدمشق بالصلاة للاستسقاء وقرئ صحيح البخاري
بجامع دمشق تحت النسر في سبعة أيام واستسقى الخطيب على المنبر في أيام الجمع
مرار ثم برز الناس كافة نائب السلطان والقضاة وغيرهم مشاة إلى ظاهر البلد عند
مسجد القدم في يوم السبت نصف صفر وهو سابع نيسان ، وصلى بهم الخطيب صدر
الدين سليمان الجعبري ، وخطب واستسقى وعاد الناس ، وأمطروا بفضل الله تعالى
ورحمته في بكرة يوم الأحد ويوم الاثنين حتى خرب المذاريب ، ووصلت الأخبار
بنزول الغيث على البلاد البرانية ، وفي آخر صفر فوضت نيابة السلطنة بحمص للأمير
سيف الدين بلبان البدري عوضا عن الأمير بدر الدين بكتوت ، فتوجه إليها ، ووصل
القرماني إلى دمشق في رابع شهر ربيع الأول ، واستقر على عادته في جملة الأمراء
المقدمين .
وفي هذه السنة فوض السلطان قضاء القضاة بدمشق على مذهب الإمام مالك بن
أنس للقاضي شرف الدين محمد ابن القاضي معين الدين أبي بكر ابن القاضي سديد