كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 32)
"""""" صفحة رقم 229 """"""
الدين مظفر الهمداني المالكي الفيومي وكان ينوب عن قاضي القضاة تقي الدين بن
الإخنائي المالكي بالجامع الصالحي خارج باب زويلة ، فنقل إلى دمشق ، وتوجه إليها
وكان وصوله يوم الثلاثاء خامس جمادى الآخرة ، وكان المعتني به والقائم في حقه
القاضي فخر الدين ناظر الجيوش المنصورة ، وكان قد عين للقضاء بدمشق الشيخ فخر
الدين أبو عمر ابن الشيخ القدوة العابد علم الدين يوسف النويري المالكي وأثنى عليه
جماعة من الأمراء والأكابر في مجلس السلطان منهم الأمير بدر الدين جنكلي بن
البابا واستقرار من أمره في الولاية ورسم السلطان بذلك وحضر الأكابر إليه وهنؤوه
بالولاية فنهض القاضي فخر الدين في ولاية القاضي شرف الدين المذكور وبالغ في
أمره أتم المبالغة وجود الاعتناء حتى ولي ورسم السلطان بتعويض الشيخ فخر الدين
عن القضاء بما يليق به فولي إعادة المدرسة الناصرية ، ونيابة الحكم بالجامع الصالحي
نقل إليه من نيابة الحكم بالجامع الطولوني فولي ثم عزل نفسه ، واقتصر على حضور
الدروس ومشيخة الخانقاه الفخرية بمصر وتعاهد الحج نفع الله به .
وفي هذه السنة عاد الأمير سليمان ابن الأمير حسام الدين منها من بلاد العراق
وكان قد التحق بالتتار فعاد الآن ووصل إلى دمشق في ثامن جمادى الآخرة وتلقاه
نائب السلطنة وحضر إلى الأبواب السلطانية وأحضر عدة من الخيل الجياد ، ومثل بين
يدي السلطان وسأل الصفح عن ذنبه وتنصل وأظهر التوبة والندم على ما صدر منه ،
فشمله العفو السلطاني والصفح وأنعم عليه بالأموال الجزيلة والتشاريف وأنعم عليه من
الأموال بدمشق بمائتي ألف درهم وخمسين ألف درهم وزاده السلطان على إقطاعه
الذي كان بيده وعاد إلى دمشق في شهر رجب .
ذكر الخلف الواقع بين جوبان
نائب سلطنة أبي سعيد بن خدبندا ملك التتار وبين الأمراء
مقدمي التوأمين وقتالهم وانتصار جوبان عليهم وقتلهم
وفي هذه السنة تواترت الأخبار بوقوع الخلف بين مقدمي التتار والحرب بينهم
وقد نقل الشيخ علم الدين البرزالي في تاريخه أن الشيخ محمد بن أبي بكر القطان