كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 32)
"""""" صفحة رقم 233 """"""
وقال في تاريخه ثم ورد علاء الدين علي بن التخت التاجر السفار من المدينة
السلطانية ، وأخبرني بنحو الذي تقدم ، وقال : كنت بالمدينة المذكورة وجوبان قد تتبع
الأمراء الذين خرجوا عليه فقبض منهم من أول جمادى الآخرة إلى آخر شوال نحو
ستة وثلاثين أمير فقتلهم ، وأخذ أموالهم ، وصادر عمالهم وتجارهم ، وحصّل من
الأموال أضعاف ما عدم له قال : وبقي إيرنجي ثلاثة أيام مقيدا ميتا وقتل معه في يومه
دقماق وأخوه أرس والأمير بكتوت .
قال : وفي اليوم الثاني قتلوا يوسف بكا وأخاه الأمير نوماي ، وفي اليوم الثالث
قتل لدقماق ابنان عمر كل واحد منهما سبع سنين وفي اليوم الرابع قتلوا ابنا لإيرنجي
اسمه وفادار من أبناء خمس عشرة سنة وقتل له ابن في الوقعة اسمه الأمير علي
وقطعوا رأسه وألقوه إلى أمه كيخشك ابنة السلطان أحمد بن أبغا وكانت حاضرة
المصاف ، فحملت على أبي سعيد فصرعت وماتت تحت أرجل الخيل قال : وفي
اليوم السابع أحضروا قرمشي بن النياج فحلقوا ذقنه وألبسوه طرطورا وسمروه ، وطافوا
به المدينة السلطانية ، ثم أحضروه بين يدي جوبان وقتل بالنشاب إلى أن مات ، ثم
أحضروا أخاه من ثغر خراسان ، وقتل حال وصوله قال : وأحضروا بنت إيرنجي
واسمها قطلو شاه خاتون وكانت إحدى زوجات الملك خربندا فقال أبو سعيد : هذه
سقت أبي السم فقصد قتلها فشفع فيها الوزير ، علي شاه وزوجها في الحال بخواجا
دمشق أحد أولاد جوبان .
قال : وأما امرأة دقماق فتزوجت بالأمير طاز بن كتبغانوين ، وولي وظيفة قرمشي
على ثغر خراسان ، وسكنت الفتنة وأحرق جميع من قتل بالنار ولم يدفنوا .
وفي هذه السنة في الساعة الثانية من يوم السبت الخامس من شهر رمضان
الموافق للعشرين من تشرين الأول والثالث عشر من بابه جاء سيل ظاهر مدينة دمشق
وارتفع على وجه الأرض مقدار قامة وكان جريانه من جبل عربا وآيل السوق ووادي
هريرة والحسينية وأمطرت هذه الأماكن مطرا عظيما وسال منه هذا السيل وحمل ما
كان أمامه من الحجارة حتى سد عين الفيحة وانقطع جريان الماء منها يومين وليلتين ،
ثم خرجت على عادتها ومر إلى البحيرة .
وفي عاشر شهر رمضان أمر نائب السلطنة بدمشق بهدم العمائر التي على جسر
باب الحديد إلى باب الفراديس فهدم منها إلى حد باب الفرج ، ثم أقر ما بقي على
حاله .