كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 32)
"""""" صفحة رقم 237 """"""
محمد بن الصدر ناصر الدين منصور بن إبراهيم بن منصور بن الجوهري الحلبي
وكانت وفاته بدمشق بالعادلية يوم السبت سادس عشر جمادى الآخرة ودفن بسفح
قاسيون ، ومولده بحلب في ثالث عشر صفر سنة اثنتين وخمسين وستمائة سمع
الحديث النبوي وأسمعه ، وكان يعد من الرؤساء بالقاهرة ، وتمكن في سلطنة الملك
العادل كتبغا تمكنا عظيما وعرض عليه وزارته فأباها ، وكان من ذوي الأموال
العريضة ثم نفدت أمواله في آخر عمره واستدان ومات وعليه جملة من المال رحمه
الله تعالى .
وتوفي القاضي فخر الدين أبو عمر وعثمان بن علي بن يحيى بن هبة الله بن
علي بن إبراهيم بن مسلم بن علي الأنصاري الشافعي المعروف بابن بنت أبي سعيد
وكانت وفاته بالقاهرة في ليلة الأحد الرابع والعشرين من جمادى الآخرة ودفن من الغد
بالقرافة ومولده في الحادي والعشرين من شهر رجب سنة تسع وعشرين وستمائة بقرية
داريا من قرى دمشق وكان رحمه الله من العلماء الفضلاء الذين يرجع إلى فتاويهم ،
وكان حسن العشرة والمودة والمذاكرة لطيفا ولي نيابة الحكم بالقاهرة مدة وولي قبل
ذلك قضاء الأعمال القوصية وغيرها رحمه الله تعالى .
وتوفي الشيخ الصالح العابد العارف العلامة القدوة الورع الزاهد أبو الفتح
نصر بن سليمان بن عمر المنيخي تغمده الله تعالى برحمته ورضوانه بزاويته
المشهورة ، ومولده تخمينا في سنة ثمان وثلاثين وستمائة وكان قدس الله روحه عالما
زاهدا عابدا ، مخشوشنا في مأكله ومشربه وملبسه سمع الحديث بحلب على أبي
إسحاق إبراهيم بن خليل بن عبد الله الدمشقي وقدم إلى الديار المصرية بعد الستين ،
وقرأ القرآن على الشيخ كمال الدين بن علي بن شجاع وصدره في مجلسه ثم قرأ على
الشيخ جمال الدين بن فارس ، والشيخ علي الدهان وأجازوه بذلك وأتقن القراءات
ووجوهها وعللها وسمع صحيح البخاري على الشيخ كمال الدين الهاشمي وصحيح
مسلم على ابن البرهان وكتاب السنن لأبي داود على أبي الفضل محمد بن محمد
البكري ، والسنن للنسائي على أصحاب أبي بكر بن باقا ، وسمع علي النجيب
الحراني ، وعبد الهادي القيسي وابن عملاق وغيرهم ، وأجاز له الرشيد العطار وغيره