كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 32)
"""""" صفحة رقم 239 """"""
الدين محمد ابن الملك المنصور أسد الدين شيركوه الكبير ابن شادي بالقاهرة
بدار الشريف ابن ثعلب في ثامن عشر ذي القعدة وكان قد حضر إلى الأبواب
السلطانية يسعى في الإمرة ، فأنعم عليه بإمرة طبلخاناه بدمشق فمات قبل عوده إلى
وطنه ومولده بدمشق في يوم الثلاثاء ثاني عشرين شهر رمضان سنة خمس وخمسين
وستمائة .
ذكر الحرب الكائنة بجزيرة الأندلس بين المسلمين والفرنج
وانتصار المسلمين عليهم
كانت هذه الوقعة المباركة التي أجلت عن الظفر والغنيمة في شهر ربيع الأول
سنة تسع عشرة وسبعمائة ، ووصل الخبر بها إلى الديار المصرية في سنة عشرين
وسبعمائة ، واجتمع بي من حضر هذه الوقعة وقص علي نبأها وعلقت ذلك منه ثم
فقدته ورأيت هذه الواقعة قد ذكرها الشيخ شمس الدين الجزري في تاريخه عن
الشيخ محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن يحيى بن ربيع المالقي وملخص ما
نقله عنه : أنه لما بلغ النصارى حال ، أمير المسلمين بجزيرة الأندلس وهو السلطان
الغالب بالله أبو الوليد إسماعيل ابن كبير الرؤساء أبي سعيد فرج بن إسماعيل بن
نصر سبط أمير المؤمنين المجاهد الغالب بالله أبي عبد الله محمد ابن أمير المسلمين
يوسف بن منصور المعروف بابن الأحمر وأنه أخذ بالعزم في تحصين البلاد والثغور
وإصلاح حال الرعية وحياطتهم كبر ذلك عليهم وعزموا على منازلة الجزيرة الخضراء
وانتدب لذلك سلطان قشتالة واسمه دون بطره وجهز المراكب والرجالة وجاء إلى
طليطلة ، وهي مقام بابهم الذي يرجع الملوك إليه ويقفون عند أمره ، وعرفه ما عزم
عليه من غزو الجزيرة الخضراء واستئصال من بها من المسلمين وسأله أن يتقدم أمره
لملوك جزيرة الأندلس بمساعدته وإعانته على ذلك فسره ذلك وتقدم إلى الملوك
بالاهتمام في هذا الأمر وإعانته عليه ، واتصل خبر اهتمامهم بأمور المسلمين أبي
الوليد إسماعيل فكتب إلى سلطان بلاد المغرب أبي سعيد عثمان بن أبي يوسف
يعقوب بن عبد الحق المريني ، وعرفه ما دهم المسلمين من هذا العدو الثقيل
واجتماعه وكلبه على البلاد الإسلامية ، وسأل إنجاده بطائفة من جيشه وسير إليه
بكتابه أبا عبد الله الطنجالي محدثا الأندلس وعالمها ، وأبا عبد الله الساحلي عابد
الأندلس وأبا جعفر بن الزيات الصوفي ، وأبا تمام غالب الأغرناطي التتاري الصالح