كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 32)

"""""" صفحة رقم 243 """"""
ولا تفسد زرع البلاد ، فامتنع من قبول ذلك وأبى إلا أخذها غلبة وقهرا فبعث إليه ثانيا
وبذل له خمسة وعشرين حملا من الذهب ، وفي كل يوم مائة دينار وفي كل جمعة
ألف دينار . فامتنع ملك الروم من القبول وحبس رسول المسلمين ، فعلم المسلمون
حينئذ أنه لا ينجيهم إلا النصر من الله تعالى فبعثوا إلى أمير يعرف بأبي الجيوش من
بني مرين وسألوه إنجادهم بنفسه ، فجاء ومعه ألف فارس ونزل بموضع يقال له إلبيرة ،
وخرج عثمان بن أبي العلاء وهو من بني مرين في ألف فارس فكمن في موضع آخر
وخرج ملك المدينة بعد خروج عثمان المذكور وخرج بعد الملك أمير يعرف
بالمغراوي في ثلاثمائة فارس من بني مرين ومع كل طائفة منهم نقارتان وصناجق
ووقع عليهم ملك المدينة واقتتلوا فانهزم المسلمون أمامهم إلى جهة المدينة استجرارا
لهم فتبعهم الفرنج طمعا فيهم ثم عطف المسلمون عليهم وخرج عليهم الكمناء من
كل جهة ، ورفعوا أصواتهم بذكر الله تعالى ، فهزم الله تعالى الكفار وألقى الرعب في
قلوبهم فقتل منهم ثمانون ألفا وسبى من الأولاد والنساء تسعة آلاف وأسر ما لا
يحصى كثرة قال :
وأما ما وزن من الذهب من المغنم منهم فثلاثة وأربعون قنطارا ومن الفضة
مائة وأربعون قنطارا ولم يفلت من الفرنج إلا من نجا به فرسه وقتل الملكان فيمن
قتل وجميع زعمائهم وحصلت امرأة جوان وأولاده في الأسر فبذلت في نفسها مدينة
طريف وجبل الفتح وثمانية عشر حصنا فلم يقبل المسلمون ذلك قال : واستشهد من
المسلمين سبعة ، ثلاثة من بني مرين وأربعة من الأندلسيين من أعيانهم ، قال : ثم
وصلنا أنه خرج من إشبيلية أربعة عشر مركبا ، ونزلوا على سبتة فخرج إليهم
المسلمون فأخذوا منهم أجفانا وأسروا من بها ، قال : ووقعت الغزوة المباركة في
الخامس عشر من الشهر فكان بين الوقعتين ليلة واحدة ، هذا ملخص كتابه ومعناه
ونقل الشيخ محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن يحيى الحاكي الأول قال : ولما
كان في يوم الخميس مفتتح سنة عشرين وسبعمائة هكذا قال يوم الخميس مفتتح سنة
عشرين وهي استهلت عندنا بيوم الثلاثاء عزم الشيخ أبو يحيى أمير جيش مالقة أن
يتوجه إلى رندة ويجتمع فيها بابنه مسعود الذي تولى أمر جيشها بعد عمه الشهيد
خالد ويصل إليه الشيخ أبو عطية مناف بن ثابت ويتوجهوا للإغارة على شريش من

الصفحة 243