كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 32)
"""""" صفحة رقم 245 """"""
ذكر تفويض السلطنة بحماة
للملك المؤيد عماد الدين إسماعيل
كان الملك المؤيد عماد الدين إسماعيل ابن الملك الأفضل نور الدين علي ابن
الملك المظفر تقي الدين محمود ابن الملك المنصور ناصر الدين محمد ابن الملك
المظفر تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب قد توجه في خدمة السلطان إلى الحجاز
الشريف في سنة تسع عشرة وسبعمائة فلما عاد في هذه السنة رأى السلطان أن يفوض
إليه السلطنة بحماة على عادة عمه وأجداده ، فأمر بذلك وأركبه بشعار السلطنة في يوم
الخميس السابع عشر من المحرم سنة عشرين وسبعمائة ولبس التشريف بالمدرسة
المنصورية التي بين القصرين بالقاهرة وهو بغلطاق أطلس معدني أحمر بطرز
زركش ، بسنجاب مقندز وقباء تحتاني أطلس معدني أصفر ، وشاش تساعي مقصب
بقصبات زركش وكلوتة زركش وسيف وحياصة ذهب وركب فرسا أشهب من
مراكيب السلطان نرناري أطلس أحمر بداير أصفر برقبة سلطانية مزركشة وسرج
سلطاني محلى بذهب وحمل السلاح له الأمير سيف الدين قجليس أمير سلاح ،
وحملت الغاشية السلطانية بين يديه ، وركب في خدمته الجمدارية السلطانية
والحجاب ، والنقباء وحملت العصائب على رأسه ، وخلع على أرباب الوظائف من
الأمراء الأكابر ، وكان يوما ما مشهودا وطلع إلى قلعة الجبل وقبل الأرض بين يدي
السلطان وجلس رأس الميمنة ثم أعطى الدستور الشريف فتوجه من يومه على خيل
البريد محبورا مجبورا ، ووصل إلى دمشق في يوم الخميس الرابع والعشرين من
المحرم وأقام بعض يوم وتوجه إلى حماة والله أعلم .
وفي هذه السنة أعفى الصاحب أمين الدين عبد الله من نظر المملكة الطرابلسية
وكان قد تكرر سؤاله في الإعفاء وأن يكون مقامه بالقدس الشريف فأجيب سؤاله