كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 32)
"""""" صفحة رقم 246 """"""
وتوجه من طرابلس إلى القدس في شهر المحرم ورتب له في كل شهر ثمانمائة
درهم ، وأربع غرائر قمحا بكيل القدس ، واستقر مقامه بالقدس إلى أن أعيد إلى
الوزارة على ما نذكره إن شاء الله تعالى .
ذكر الإفراج عمن يذكر من الأمراء المعتقلين
وفي العشر الأوسط من صفر من هذه السنة أفرج السلطان عن جماعة من
الأمراء المعتقلين الذين اعتقلوا في ابتداء الدولة وهم الأمير علم الدين سنجر البرواني
والأمير علم الدين الشيخ علي التبريزي والأمير سيف الدين طوغان المنصوري والأمير
سيف الدين طاجار تكبري ، والأمير صارم الدين أزبك العينتابي ، والأمير علم الدين
أيدمر الشيخي ، والأمير علاء الدين مغلطاي السيواسي والأمير شمس الدين سنقر
الكمالي الصغير والأمير بدر الدين الحاج بيلبك ، وسيف الدين منكجار وناصر الدين
منكلي وشرف الدين موسى وشهاب الدين غازي أخو حمدان بن صلغاي وخلع عليهم
خلع الجند ورتب جماعة منهم في البحرية ثم أمر بعضهم بطبلخاناه ، وقدم بعضهم
على رجال الحلقة ، ولما أفرج السلطان عن هؤلاء هرب من الاعتقال بثغر الإسكندرية
من الأمراء علاء الدين أيدغدي التتري وسيف الدين بهادر الإبراهيمي فمسكا وجيء
بهما إلى السلطان وكان معهما في الاعتقال أحد المماليك السلطانية واسمه رمضان فلم
يوافقهم على الهرب فلما جيء بهم أفرج السلطان عنه وأمر بسمل أعين بهادر
الإبراهيمي وأيدغدي التتري فسملت أعينهما في يوم الأربعاء خامس عشرين صفر من
السنة .
ذكر إسماعيل الزنديق ومقتله
وفي هذه السنة رمى هذا المذكور بالزندقة وادعى عليه بمجلس الحكم عند
القاضي علاء الدين الجوجراي أحد نواب قاضي القضاة تقي الدين بن الإخنائي
المالكي ، وشهد عليه جماعة كثيرة بأمور شنيعة تقتضي الزندقة نعوذ بالله من ذلك
واعتقل مدة حتى استوضح الحاكم أمر الشهود وعرف عدالة بعضهم فقبل شهادته
وزكى عنده بقيتهم وتضمن المحضر أقاويل شهد عليه بها لا يصدر مثلها عمن يعتقد
بعثا ولا نشورا فثبت ذلك كله على الحاكم المذكور وأعذر إلى إسماعيل المذكور هل