كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 32)

"""""" صفحة رقم 257 """"""
منكم خفرا ومكنوهم من الجواز بغير شيء فلما اتصل ذلك بالسلطان أحسن إلى تلك
الطائفة من العربان وأثابهم على ذلك بجزيل الإنعام والخلع السنية .
وفي هذه السنة توفي الشيخ الفقيه العالم القاضي زين الدين أبو القاسم محمد
ابن الشيخ علاء الدين محمد بن الحسين بن عتيق بن عبد الله بن رشيق المصري
المالكي وكانت وفاته بمصر في ليلة الجمعة الحادي عشر من شهر المحرم سنة
عشرين وسبعمائة ودفن في يوم الجمعة بتربتهم بالقرافة الصغرى ، وكان من فضلاء
المالكية وأعيانهم ومفتيي المذهب ولي القضاء بثغر الإسكندرية نحو اثنتي عشرة سنة ،
وولي مرة نحو سنة قبل ولاية القاضي شرف الدين بن الرفقي ولما عزل من الثغر عاد
إلى مصر فكان بها إلى أن مات رحمه الله تعالى .
وتوفي شيخنا المحدث الفاضل العدل شرف الدين يعقوب ابن الشيخ الإمام
المقري جمال الدين أحمد بن يعقوب بن عبد الله الحلبي ، المعروف بابن الصابوني ،
وكانت وفاته بالقاهرة في يوم الخميس التاسع والعشرين من شهر رجب من هذه
السنة ، ودفن من يومه بمقبرة باب النصر ، رحمه الله تعالى وليس هو من بني الصابوني
وإنما عرف بذلك لتربية الشيخ جمال الدين بن الصابوني له ، وكان قد تزوج خالته
ورباه وقرأ عليه شيئا من الحديث ولازمه فعرف به ، وغلبت عليه هذه النسبة .
سمعت عليه رحمه الله تعالى كتاب السنن لأبي داود وسليمان بن الأشعث
السجستاني بالقاهرة بالمدرسة الناصرية بقراءة ولده الشيخ جمال الدين أحمد في
جماعة .
وسمعت عليه أيضا وعلى الشيخ زين الدين أبي محمد عبد الحق بن فتيان بن
عبد المجيد القرشي جمعا كتاب الشفاء بتعريف حقوق المصطفى [ ] بسندها إلى
مؤلفه القاضي عياض بن موسى بن عياض اليحصبي ، وذلك بالمدرسة الناصرية أيضا
بقراءة الشيخ شهاب الدين أحمد بن أحمد بن الحسين الهكاري ، في مجالس ثمانية
آخرها في اليوم الثاني عشر من شعبان عام ثمانية وسبعمائة ، وتوفي القاضي زين الدين
أبو بكر بن بدر الدين نصر بن شمس الدين الحسين الأسعردي وكيل بيت المال
بالديار المصرية وناظر الحسبة بالقاهرة وكانت وفاته بالقاهرة في يوم الاثنين سادس
عشر شهر رمضان وكان كثير السكون والعقل رحمه الله تعالى وإيانا .

الصفحة 257