كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 32)

"""""" صفحة رقم 258 """"""
ذكر إراقة الخمور بالمدينة السلطانية
وتبريز وغيرها من ممالك التتار
وفي العشر الأول من شعبان أمر أبو سعيد بإراقة الخمور فأريقت ، وكان سبب
ذلك أنه وقع في شهر رجب بالمدينة السلطانية برد كبار وزنت واحدة منها فكانت
ثمانية عشر درهما ، وأهلك ذلك مواشي كثيرة ، وأعقبه سيل خيف منه على البلد ،
واشتد الخوف ولجأ الناس إلى الله تعالى ثم سلم البلد فسأل الملك أبو سعيد الفقهاء
عن سبب ذلك ، فقالوا : من الجور والظلم ، وإظهار الفواحش ، وأنه بالقرب من
المساجد والمدارس والخوانق خمارات وحانات ، فأمر بتبطيل الخمارات والحانات في
سائر مملكته ، وأبطل مكس الغلة ، ورسم على الخمارين بالمدينة السلطانية ، وألزموا
بإحضار الخمور في الظروف إلى تحت القلعة ، وأحضرت ، فاجتمع منها أكثر من
عشرة آلاف ظرف ولما كمل جمعها حضر الوزير تاج الدين علي شاة راجلا وأعوانه ،
وخواص الدولة معه ، وأريقت الظروف جميعها في الخندق ، ثم أحرقت الظروف
وبقيت النار تعمل فيها يومين - نقلت ذلك من تاريخ الشيخ علم الدين البرزالي
المترجم بالمقتفي ، وقال فيه : حكى ذلك تاجر موصلي ، حضر الواقعة قال : وسافرت
بعد ذلك إلى تبريز ، فرأيت الخمور مراقة في الأزقة وقد فعل من ذلك بتبريز دون ما
فعل بالسلطانية .
قال : ثم قدمت الموصل فرأيت الذي فعل بها من ذلك دون ما شاهدته بمدينة
تبريز بكثير .
نجز الجزء الثاني والثلاثون
من كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب
والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصبحه وسلم .
( المجلد 15 - الجزء 33 )

الصفحة 258