كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 32)

"""""" صفحة رقم 33 """"""
أبي عبد الله بن محمد بن عبد الواحد بن محمد التبريزي الشافعي قاضي عجلون
وخطيبها وهي : [ من البسيط ]
الله أكبر جاء النصر والظفر
والحمد لله هذا كنت أنتظر
وأبرز القدر المحتوم بارئه
سبحانه بيديه النفع والضرر
وهون الصعب بالفتح المبين لكم
رب يهون عليه المقفل العسر
ولم تزل شرعة الإسلام ظاهرة
أجزم به فبهذا صحح الخبر
أين النجوم وتأثير القران وما
تخرصوا فيه من إفك وما زجروا
قد دبر الله أمرا غير أمرهم
وخاب ما زخرفوا فينا وما هجروا
وأقبل العسكر المنصور يقدمه
من الملائك جند ليس تنحصر
وقد أحفوا به والأرض من زجل
ترتج إن سبحوا لله أو ذكروا
كنانة الله مصر جندها ثبتت
لا ريب فيه وجند الله تنتصر
ثاروا سراعا إلى إدراك ثأرهم
وهجروا في طلاب المجد وابتكروا
وأسهروا أعينا في الله ما رقدت
أكرم بقوم إذا نام الورى سهروا
لله كم دينوا في نصر دينهموا
وأنفقوا في سبيل الله ما ادخروا
صانوا الجياد وسنوا كل ذي شطب
وجددت للقسي النبل والوتر
حماهم الله كما حاموا وكم منعوا
وكم أغاثوا وكم آووا وكم نصروا
وخلفوا خلفهم لذات أنفسهم
وهاجروا ولذيذ العيش قد هجروا
وأوجفوا نفرا بالخيل ملجمة
وبالركاب وما ملوا ولا فتروا
حتى أتوا جلقا في يوم ملحمة
فيه الأسود أسود الغاب تهتصر
لها السنابك في الميدان قد حنيت
صوالجا ولها روس العدا أكر
والجو أغبر والتاتار زاحفة
مثل الجراد على الدنيا قد انتشروا
وددت لو كنت بين الصف منجدلا
قد ارتوت من دمى الخطية السمر
وكوثر الحرب قد راقت مشاربه
تحت العجاجة والأبطال تعتكر

الصفحة 33