كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 32)

"""""" صفحة رقم 34 """"""
والسيف ينشى بديعا من فواتره
والرمح ينظم والهامات تنتثر
والنبل يخقط والأقلام كاتبة
والضرب يعرب والأبدان تستطر
حتى إذا عب مثل البحر جحفلنا
ومد فيضا على أعدائنا جزروا
أصلوهم جاحما يشوي الوجوه وقد
حمي الوطيس ونار الحرب تستعر
وأحرقتهم سراعا كل صاعقة
من السيوف بنيران لها شرر
لاذوا بشم شماريخ الجبال فما
حمتهم قلل منها ولا مغر
ومزقوا شردا بين الزحام فكم
شلو تنازع فيه الذئب النمر
أين المفر وقد حام الحمام بهم
هيهات لا ملجأ يرجى ولا وزر
نادى بهم صارخ أغرى الفناء بهم
فإن سألت فلا خُبر ولا خَبر
كم قد سهرتم دجى من خوفهم حذرا
والآن ناموا فلا خوف ولا حذر
قولوا لغازان ياذا ما لعلك أن
تروع من مخلب الرئبال يا بقر
تلك الجموع التي وافى يدل بها
تالله ما بلغوا سؤلا ولا نصروا
جاؤوا وقد حفروا من مكرهم قلبا
ألقاهم الله قسرا في الذي حفروا
وسكروا في أراضينا مباذرة
والآن قد حصدوا أضعاف ما بذروا
وافى بهم أجل يمشي على مهل
حتى محاهم فلا عين ولا أثر
لم ينفروا خيفة من كل قسورة
وفر جمعهم إلا وهم حمر
أموا الفرات وقد راموا النجاة فكم
حلت بهم عبر فيها وما اعتبروا
مرائر القوم من خوف قد انفطرت
والكل من قبل عيد الفطر قد نحروا
جميعهم قتلوا صبرا وأعظمهم
جميعها بضواحي جلق صبروا
لم يقبروا في نواويس ولا جدث
وإنما في بطون الوحش قد قبروا
والطير ترعى نهارا لحمهم فإذا
ما الليل جن ففي أقحافهم تكر
فخذ عزاءك فيهم إنهم أمم
هم اللعاوس إن قلوا وإن كثروا

الصفحة 34