كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 32)

"""""" صفحة رقم 35 """"""
كم كابروا الحس في قصد الشام وكم
قد جربوا حظهم بالشام واختبروا
فقاتلوهم جميعا إنهم تتر
كم أرسلوا رسلهم تترى وكم مكروا
هبوا إلى سيس من أحلام رقدتكم
وسارعوا في طلاب الثأر وابتدروا
بكل غيران أخذ الروح همته
في غير نفس المردى ماله وطر
أيرقد الليل في أمن وفي دعة
عن كيد قوم لهم في شأنكم سهر
إن تتركوهم فإن القوم ما تركوا
يوما عليكم ولا أبقوا ولم يذروا
أما رأيتم وعاينتم وقد فعلوا
في الصالحية ما لا تفعل التتر
اشفوا صدوركم إن كنتم غيرا
على نسائكم يا قوم وادكروا
كم من عجوز ومن شيخ ومكتهل
ومن فتاة نماها الحسن والخفر
بيضاء خرعوبة بكر محجبة
لا الشمس تنظرها صونا ولا القمر
وذات بعل مخباة مخدرة
من دونها تضرب الأستار قد أسروا
ومطفل أثكلوا وجدا بمخولها
وحامل أجهضت خوفا وقد ذكروا
ومربع أقفروا من بعد ساكنه
وعقد شمل نظيم جامع نثروا
وكم أراقوا وكم ساقوا وكم هتكوا
وكم تملوا بما نالوا وكم فجروا
وحرقوا في نواحيها فوا حربا
وخربوا الشامخ العالي وكم دثروا
وجامع التوبة المحروق مهجته
يشير لا توبة للقوم إن ظفروا
إشارة تترك الأنفاس صاعدة
لها الدموع من الآماق تنحدر
لهم حزازات في قلبي مخبأة
تكاد من حرها الأكباد تنفطر
فما يثبطكم عن أخذ ثأركم
هبوا سراعا وخافوا اللوم يا غير
وفوهم الحرب إنصافا ومعدلة
وحرروا نوب الأيام واعتبروا
لا يظلمن بعضكم بعضا بخردلة
ولا يدع عنده حقا ولا يذر
وسارعوا واقتلوهم إنهم قتلوا
وبادروا وأسروهم مثلما أسروا
جوسوا ديارهم واسبوا حريمهم
وأوقروا ضعف ما أوعوا وما وقروا

الصفحة 35