كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 32)

"""""" صفحة رقم 40 """"""
وأعيدت المئذنة المنصورية من مال الوقف ليصرفه ، وصرف في عمارتها في
نصفها الذي هدم وهو من سطح القبة إلى انتهائها ما عدا ما يقارب تسعين ألف
درهم ، خارجا عما استعمل من أحجارها المنقوضة منها ، وعن تفاوت أجر الأسرى
وما حمل على ذوات مرمات الوقف .
وندب لعمارتها الأمير سيف الدين كهرداش الناصري ، وعادت أحسن ما كانت ،
وعمر ما تشعث من الجامع الأمير شمس الدين سنقر الأعسر ، وعمر الجامع الصالحي
الذي هو خارج باب زويلة ، والجامع الظافري من الأبواب السلطانية ، وعمرت سائر
الأماكن والمساجد التي تهدمت بالقاهرة ومصر حتى عادت أحسن مما كانت والحمد
لله وحده .
وفي هذه السنة توفي فارس الدين ألبكي الساقي المنصوري ، نائب السلطنة
بحمص ، في يوم الثلاثاء ثامن ذي القعدة بها ، وفوضت نيابة السلطنة بحمص بعده
إلى الأمير عز الدين أيبك الحموي الظاهري نقل إليها من صرخد .
وتوفي الأمير سيف الدين سنقر العين تابي أحد الأمراء الأكابر مقدمي الألوف
بدمشق في ليلة الجمعة ثامن عشر ذي القعدة ، ودفن بسفح قاسيون رحمه الله ، وتوفي
بدمشق الشيخ الفاضل كمال الدين أبو العباس أحمد بن أبي الفتح محمود الشيباني
المعروف بابن العطار ، أحد أعيان كتاب الدرج بدمشق ، وكانت وفاته في ليلة
الأربعاء الثالث والعشرين من ذي القعدة ، وصلي عليه بالجامع ، الرابعة من النهار ،
ودفن بتربته بقاسيون ، وكان رحمه الله تعالى فاضلا ديّنا خيرا ، سمع الكثير من
الحديث النبوي ، وله نظم ونثر .
ذكر وفاة الأمير زين الدين كتبغا المنصوري
وهو الملك العادل
كانت وفاته يوم الجمعة رحمه الله تعالى وهو يوم عيد الأضحى من سنة اثنتين
وسبعمائة بحماه ، ونقل منها ودفن بتربته بجبل الصالحية بدمشق ، وقد قدمنا من أخباره

الصفحة 40