كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 32)

"""""" صفحة رقم 6 """"""
موجودهم وسيق خمسة آلاف فرس وعشرون ألف جمل ومائة ألف رأس من الغنم ،
وعدة كثيرة من الأبقار والجواميس والحمر ، ومن السيوف والرماح عدة كثيرة ، وعاد
العسكر في أواخر شعبان من السنة .
وفي هذه السنة رسم بتوجهي إلى دمشق المحروسة لمباشرة الأملاك السلطانية
بالشام ، وكتب توقيعي بذلك في ثاني عشر جمادى الأولى سنة إحدى وسبعمائة ،
وهو من إنشاء المولى الفاضل العابد الصالح بهاء الدين بن سلامة كاتب الدرج
الشريف وخطه ، وشمل الخط السلطاني الملكي الناصري ، وتوجهت إلى دمشق في
جمادى الآخرة ، وفيه وصلت إلى دمشق وباشرت ما رسم لي بها ، وهو أول دخولي
إليها .
وفيها في يوم الثلاثاء تاسع عشرين جمادى الأولى وصل إلى دمشق الصدر علاء
الدين بن الصدر شرف الدين محمد بن القلانسي من بلاد التتار بغتة ، ووصل قبله
رفيقه شرف الدين بن الأثير ، وقد ذكرنا أن التتار لما دخلوا الشام استصحبهما الوزير
معه ، ثم هربا وسلما بعد مشقة عظيمة كثيرة ، وتوجها إلى الديار المصرية في شهر
رجب ، وعادا وقد كتب في ديوان الإنشاء بدمشق .
وفي هذه السنة في رابع صفر توفي السيد الشريف نجم الدين أبو نمي ،
وأبو مهدي محمد بن أبي سعد الحسن بن علي بن قتادة بن إدريس بن مطاعن بن
عبد الكريم بن عيسى بن حسين بن سليمان بن علي بن عبد الله بن محمد بن
موسى بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، أمير مكة شرفها الله تعالى ،
ولي الإمارة بها نحوا من أربعين سنة ، وخلف من الأولاد واحدا وعشرين ذكرا ،

الصفحة 6