كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 32)

"""""" صفحة رقم 9 """"""
القضاة بدر الدين وجماعة من أكابر العدول ، وأشهدهم على نفسه أن مجموع ما
يخلفه من الذهب أربعة عشر ألف دينار ومائتي دينار وستة وستين دينارا مصرية .
وأربعين ألف درهم وحوايص ذهب وكلوتات زركش منحوا ألفي دينار ، ووقع
الإشهاد عليه في سابع عشر ذي الحجة وأعتق مماليكه ، وأوصى بحجة وصدقة وفك
الحجر عن بناته ، وأسند وصيته إلى خوشداشه الأمير سيف الدين بليان
الجوكندار . ولما مات كنت ممن حضر تركته ، واحتوت على أشياء كثيرة ، كان فيها
من القسي الحلق ما يزيد على ستمائة قوس ، وكثير من الأقمشة والعدد والسلاح
والأصناف فبيعت الأصناف وقسمت بالفريضة الشرعية ، وأمضى السلطان وصيته -
أثابه الله تعالى .
واستهلت سنة اثنتين وسبعمائة
في هذه السنة وصل رسل غازان ملك التتار إلى الأبواب السلطانية بقلعة الجبل
في ليلة ثاني المحرم ، فقرئت كتبهم ، وسمعت مشافهتهم ، وكتب الجواب السلطاني
إلى مرسلهم ، وأمر السلطان بعودهم فعادوا من الديار المصرية وجهز السلطان إلى
جهته الأمير حسام الدين أزدمر المجيري ، والقاضي عماد الدين بن السكري
فوصلوا إلى دمشق في ليلة الجمعة رابع عشرين شهر ربيع الأول ، وكان خروجهم من
القاهرة في عاشر الشهر ، وأقاموا بدمشق ثلاثة أيام ، وتوجهوا واجتمعوا بغازان ،

الصفحة 9