كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 100 """"""
فخرج إليهم إلى البيون ، وتسلم المظفر حصن براقش والزاهر ، وسار شمس الدين
وأسد الدين إلى صعدة إلى الإمام ، فخرج منها وترك بها السيد الحسن بن وهاش ،
فدخلا عليه قهرا بالسيف فأسراه وعاد أسد الدين إلى صنعاء وشمس الدين إلى
الظاهر ، ثم اجتمعا وقصدا الإمام بالظرف من بلد ابن شاور ، فالتقوا بحلملم فانكسر
الإمام ، وقتل من عسكره طائفة ، وأسر شمس الدين أحمد بن يحيى بن حمزة ، وكان
بعسكره مع الإمام ، وذلك في شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين .
وجهز المظفر مبارز الدين بن برطاس إلى مكة في شوال من السنة ، فجرت
الوقعة المشهورة بينه وبين الشريف ابن أبي نمي ، وإدريس بن قتادة ، فكانت الدائرة
عليه ، فانهزم ، وقتل بعض عسكره ، وأخذ ما كان معه .
قال : " ولما ضعف الأمير شمس الدين بن الإمام عن مناوأة الإمام أحمد بن
الحسين قصد الملك المظفر بزبيد ، فأكرمه المظفر ، وأعطاه أموالا جزيلة ، وأقطعه
مدينة القحمة ، وذلك في شوال سنة اثنتين وخمسين ، فعاد وسكن بصنعاء .
ثم اختلف الزيدية على الإمام ، وطعنوا عليه في شيء من سيرته ، وكان بينهم
اختلاف وحروب ، قتل فيها الإمام أحمد بن الحسين ، ووقع الخلاف بين الملك
المظفر وبين عمه أسد الدين ، فأخرجه من صنعاء ، فتوجه إلى ظفار .
ولما قتل الإمام أحمد بن الحسين طلع شمس الدين علي بن يحيى ، فحط على
الكميم بعسكره المظفر ، فتسلم المظفر حصن أشيح في ذي الحجة سنة ست
وخمسين ، وتسلم الكميم وهداد في سنة سبع ، وطلع نحو رداع ، فأخذ براش العرش
بالسيف ، وأسر منه ولد أسد الدين في جماعة كثيرة ، وقصد الملك المظفر صنعاء
ودخلها في المحرم سنة ثمان وخمسين ، وقد خرج منها أسد الدين ، فأقام المظفر
بصنعاء أياما ، ورتب بها جيشا ، وعاد إلى اليمن ، فجمع أسد الدين جيشا ، وكانت له
حروب مع عسكر صنعاء ، فجهز الملك المظفر الأمير علم الدين سنجر الشعبي إلى
صنعاء ، فارتحل أسد الدين ، ولحق ببلاد الأشراف ، ولم تقم له بعد ذلك راية ، ثم
حصل له ضرر شديد ، حتى باع ثيابه ، فاضطر إلى مكاتبة المظفر وكتب إليه :
" فإن كنت مأكولا فكن خير آكل
وإلا فأدركني ولما أمزق "

الصفحة 100