كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 102 """"""
وفيها كان بين جيوش المظفر وبين الأشراف اختلاف وحروب استمرت إلى سنة
اثنتين وسبعين ، ثم صالحهم واستقر كل منهم ببلده .
وفي سنة ثلاث وسبعين وستمائة كان باليمن قحط شديد ، ومات خلق كثير ،
وأكل من عاش الميتة .
وفي سنة أربع وسبعين توجه الأمير علم سنجر الشعبي إلى مخلاف ذمار لقبض
الحقوق ، وترك الأسدية بصنعاء مع ابن الغلاب ، ومعه منهم رجل ، فوقع بينه وبين
مملوكه المعروف بالداوي خصومة على شراب ، فقتله الداوي ، فلما بلغ ذلك الأسدية
استولوا على صنعاء ، وقبضوا ما وجدوه للشعبي ، وذلك في الرابع والعشرين من شهر
ربيع الآخر ، وكاتبوا الأشراف بالوصول إليهم ، فوصل إليهم الشريف علي بن عبد الله
يوم السبت التاسع والعشرين بسبعة آلاف رجل ، فسكن القصر ، وجاء الإمام والأمير
صارم الدين داود ، وعز الدين ، وسار الأشراف في خامس جمادى الأولى ، فأقاموا
بصنعاء إلى نصف الشهر ، وخرجوا متوجهين نحو ذمار لقصد الشعبي ، وظنوا أن
الملك المظفر لا يبادر بالحضور ، فلما وصلوا جهران أتاهم الخبر بطلوعه ، فهموا
بالرجوع واستقبحوه ، فانحازوا إلى أفق ، وسار إليهم المظفر ، والتقوا في يوم الجمعة
ثامن عشر جمادى الأولى ، فانهزم الأشراف بعد قتال يسير وكان الإمام منحازا في
الحصن ، فقبضت عليه العساكر ، وأحضر إلى المظفر ، فأكرمه وآنسه وأركبه بغلة ،
وكان يسايره حتى دخل حصن تعز ، ودعا الإمام المطهر إلى نفسه .
ثم كانت بين الأشراف وبين الأمير علم الدين الشعبي حروب ، وانتصر عليهم
فيها ، فصالحوه على تسليم الحصون الحضورية ، وتسليم ردمان ، وعلى خروج من
فيها من الأشراف .
ذكر استيلاء المظفر على ظفار وحضرموت ومدينة شبام
كان سبب ذلك أن شواني سالم بن إدريس الحبوظي أغارت على ثغر عدن ،
فعظم ذلك على المظفر ، ونزل إلى ثغر عدن ، وجهز الجيوش في البر والبحر ،
وسارت ثلاث قطع : قطعة في البحر ، وهم معظم الرجالة ومعهم الأزواد ، وقطعة فيها
أربعمائة فارس مع شمس الدين أزدمر المظفري أستاذ الدار وطريقهم على الساحل

الصفحة 102