كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 103 """"""
معارضين لسفنهم ، والقطعة الثالثة فيها الشيخان عبد الله بن عمرو الجند ، وشهوان بن
منصور العبيدي وهم مائتا فارس من فرسان العرب وطريقهم حضرموت ، فالتقت
العساكر الثلاثة قريبا من ظفار ، وقصدوا سالما ، فلما قاربوا المدينة خرج إليهم سالم ،
وصف لهم ، والتقوا ، فأجلت المعركة عن قتله في جماعة كثيرة من عسكره ، وذلك
في يوم السبت السابع والعشرين من شهر رجب سنة ثمان وسبعين وستمائة ، ودخلت
أعلام المظفر المدينة في الثامن والعشرين ، ودخل شمس الدين أزدمر والعساكر في
سلخ الشهر ، وخطب للمظفر بها ، ورتب بها أزدمر سنقر البرنجلي ، والخادم
ألتوزيري ، وعاد إلى اليمن ، وتسلم حضرموت ومدينة شبام ، واستعاد المظفر حصن
كوكبان من الحواليين بحصن ردمان ، ومال يسير ، وذلك في شهر ربيع الأول سنة تسع
وستين وستمائة .
وفي سنة اثنتين وثمانين وستمائة في الثامن عشر من شهر ربيع الآخر سقط
القصر بصنعاء على مقطعها الأمير علم الدين سنجر الشعبي ، فمات ومات معه تحت
الهدم الأمير علي بن حاتم وصهره محمد بن الجحافي وجماعة من مماليكه وكتابه ،
وأقطع الملك المظفر صنعاء لولده الملك الواثق نور الدين إبراهيم ، فطلع إليها ،
ودخلها في الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين ، وتسلم حصن
براش صنعاء ، وقبض على الأمير سيف الدين بلبان الدوادار العلمي ، واستمرت صنعاء
في إقطاع الواثق إلى أن أخرجها الملك المظفر عنه لولده الملك الأشرف في سنة
ست وثمانين وستمائة ، ثم أقطعها هي وأعمالها لولده الملك المؤيد هزبر الدين
داود في سنة سبع وثمانين فدخلها في رابع عشر ذي القعدة .
وفي صفر سنة تسع وثمانين توفي الأمير صارم الدين داود بن الإمام ، وكانت له
فيما تقدم حروب وخلاف وطاعة للملك المظفر يطول بذكرها الشرح ، وقام مقامه
بعده ابن أخيه الأمير همام الدين سليمان بن القاسم ، وملك حصون ظفار ، فقبض
تلمص صعدة .
وكان سبب استيلائه على ذلك أن الملك المظفر نزل إلى زبيد ليختن أولاد
أولاده ، ونزل بسبب ذلك الملك المؤيد ، والشريف علي بن عبد الله ، والأمير

الصفحة 103