كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 104 """"""
نجم الدين موسى بن أحمد بن الإمام ، فخلت تلك النواحي منهم ، فاستولى على
ذلك ، وكان بسبب ذلك حرب بين المؤيد والأشراف ، انتصر فيها المؤيد ، واستولى
على تنعم في سنة تسعين وستمائة ، وأخربها وعاد إلى صنعاء وأقطع الملك المظفر
ولده الملك الواثق ظفار الحبوظي ، فركب البحر من عدن في سنة اثنتين وتسعين
وستمائة .
وفي السنة المذكورة خالف الأشراف ، واجتمعت كلمتهم على الخلاف ، وكان
بينهم وبين المؤيد بصنعاء حرب إلى سنة أربع وتسعين ، فنزل المؤيد من صنعاء إلى
اليمن ، وطلع الملك الأشرف إلى صنعاء للصلح ، ودخل إليه الشريف علي بن
عبد الله ، وانعقد الصلح العام ، وذلك أول المحرم من السنة .
ثم نزل الملك الأشرف من صنعاء إلى اليمن ، فقلده والده الملك المظفر
المملكة بإقليم اليمن جميعه ، وأسكنه حصن تعز ، وأقام هو بثعبات ، وتوجه الملك
المؤيد إلى جهة المشرق - الشحر وحضرموت - وفي نفسه ما فيها من تخصيص
الأشرف بالأمر ، وسارت معه عمته الشمسية .
ذكر وفاة الملك المظفر شمس الدين يوسف بن عمر ،
وملك ولده الأشرف
كانت وفاته آخر نهار الثلاثاء ثالث عشر شهر رمضان سنة أربع وتسعين وستمائة
وهو ابن أربع وسبعين سنة وثمانية أشهر وعشرة أيام وعشر ساعات تقريبا ، ومدة ملكه
ستة وأربعون سنة وعشرة أشهر وأحد عشر يوما ، وكان ملكا جوادا كريما كثير البذل
للأموال في الحروب خاصة ، حسن السياسة ، وكان له من الأولاد خمسة ، هم :
الملك الأشرف ممهد الدين عمر ، والملك المؤيد هزبر الدين داود ، والملك الواثق
نور الدين إبراهيم ، والملك المسعود تاج الدين حسن ، والملك المنصور زند الدين
أيوب ، ولما مات ملك بعده ولده .
الملك الأشرف ممهد الدين عمر
ولما اتصل خبر ملكه بأخيه الملك المؤيد أقبل من الشحر لطلب الملك ، ولما
قرب من اليمن وصل إليه كتاب من أخيه الملك المنصور يحذره التقدم إلى جهة
اليمن ، وعرض عليه حصن السمدان ، وكان بيد المنصور ، ولم يقع بينه وبين أخيه
الأشرف اتفاق ، فمال إلى المؤيد ، ثم وصله كتاب الوزير موفق الدين علي بن محمد

الصفحة 104