كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 105 """"""
يخبره أن الملك الأشرف أرسل إليه نفرين من الفداوية ، وأوصاه أن يحترز على نفسه ،
فعند ذلك جهز حريمه وأثقاله إلى السمدان ، وتوجه إلى عدن ، فاستولى عليها في مدة
ثلاثة عشر يوما ، وكان النائب بثغر عدن الأمير سيف الدين بن برطاس .
ولما اتصل الخبر بالملك الأشرف جهز ولده الملك الناصر جلال الدين في
ثلاثمائة فارس ، وألحقه بجيوش صنعاء منهم الأمير الشريف جمال الدين علي بن
عبد الله الحمزي ، وولدا أزدمر : نجم الدين وبدر الدين ، ومع المؤيد ولداه المظفر
والظافر ، وعسكره الذي وصل معه من الشحر ، وجماعة من الجحافل مقدمهم عمر بن
سهل ، فالتقوا فيما بين تعز وعدن بمكان يسمى الدعيس . وذلك في آخر المحرم سنة
خمس وتسعين ، فحمل المؤيد على جيش الأشرف ، فضعضعه ، ثم خذله الجحافل ،
وتفرقوا عنه ، وبقي في نفر يسير ، فتقدم إليه الملك الناصر جلال الدين بن الملك
الأشرف ، وألان له القول ، وأشار عليه في الدخول في الطاعة ، وحذره عاقبة
المخالفة ، فمال إلى ذلك ، ورجع إلى الطاعة ، فأراد الناصر أن يتوجه به إلى والده
على حالته ، فامتنع الشريف جمال الدين علي بن عبد الله الحمزي وقال : أمر هذا
الجيش إليّ وقيد المؤيد ، وحمله إلى الملك الأشرف ، ووصل إليه وهو بالجوّه ، وهو
تحت حصن الدملوة ، فنقله إلى الحصن ، واعتقله ببعض القاعات ، فاستمر في
الاعتقال إلى أن مات الملك الأشرف ، وكانت وفاته لسبع خلون من المحرم سنة ست
وتسعين وستمائة والله أعلم .
ذكر ملك الملك المؤيد هزبر الدين داود
وهو ابن الملك المظفر شمس الدين يوسف بن الملك المنصور نور الدين
عمر بن علي بن رسول .
ملك في ليلة وفاة أخيه الملك الأشرف لسبع خلون من المحرم سنة ست
وتسعين وستمائة ، وذلك أنه لما مات الأشرف كان ولداه : الملك الناصر بالقحمة ،
والملك العادل صلاح الدين بصنعاء ، فنهضت عمته الشمسية في أمره ، واستمالت
الخدام ومن بالحصن ، فامتثلوا أمرها ، وحضر الخدام إلى الملك فظن أنهم يقصدون
قتله ، فأخبروه بوفاة أخيه الملك الأشرف ، وأخرجوه من الدار التي هو معتقل بها إلى
دار السلطنة ، فلما شاهد أخاه ميتا سكن روعه عند ذلك ، وأصبح الحراس ، فأعلنوا
بالترحم على الملك الأشرف ، والدعاء والصياح للملك المؤيد ، وكانت حاشية الملك
المؤيد قد تفرقوا ، فأعلن المنادي من رأس الحصن بجمعهم من تلك الليلة ، فاجتمعوا