كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 107 """"""
ثم قبض على الوزراء العمرانيين : حسام الدين حسان ، وأخوته ، لأمور بلغته
عنهم ، وأحضرهم قبل القبض عليهم ، وقال لهم : " أنتم قضاة القضاة وبأيديكم أموال
الأيتام ودفاترها وحساب الأوقاف " . فقالوا : " لا نعلم شيئا منها " ، فراجعهم مرارا ،
فأصروا على الإنكار ، فأمر بهجم منازلهم ، فوجد بها عدة صناديق فارغة ، فسئلوا عما
كان فيها ، فقالوا : أثاث ، ولم يقروا بشيء ، وأمر بهم إلى عدن ، وبني لهم سجن
مفرد على باب دار الولاية فحبسوا به ، وأمر بقبض أملاكهم لبيت المال . فقبضت ،
وكانت كثيرة .
ذكر وصول أولاد الملك الأشرف إلى عمهما الملك
المؤيد ، ونزولهما عما بأيديهما
قال : ووصل الملك الناصر جلال الدين محمد ، وكان مقطعا بالقحمة ، ثم
وصل إليه أخوه الملك العادل صلاح الدين ، وكان بصنعاء فأكرمهما ، وأحسن إليهما ،
وعرض عليهما أن يستمرا على إقطاعيهما ، فاستعفيا من الخدمة ، وقالا : " لا نحب
الخدمة بعد أبينا ، ولكنا نكون في ظل أسياف السلطان " وحلفا له على المناصحة ،
وعدم المنازعة ، وحلف لهما على ما أرادا ، وتوثقوا بالعهود بواسطة الفقيه
رضي الدين ، فعند ذلك عقد السلطان الألوية لولديه المظفر والظافر ، وأقطع المظفر
ضرغام الدين صنعاء ، والظافر عيسى الفخرية والحازتين ، وتوجه المظفر إلى صنعاء
في شهر رجب سنة ست وتسعين ، واستعاد حصن ود من بني الحارث في شعبان
بالمنجنيق .
وتوجه الملك المؤيد إلى زبيد في جمادى الآخرة من السنة ، ففرح به أهلها ، ثم
رجع إلى تعز في شعبان ، وفي آخر السنة أخذ الحصون الحجية والمخلافية من الأمير
الصارم إبراهيم بن يوسف بن منصور وكانت في يده من سنة إحدى وتسعين وستمائة ،
واشترط الصارم شروطا منها : إقطاع موزع ونصف خيس والذمة الأكيدة والعفو عما
جناه .
ذكر خلاف الملك المسعود تاج الدين الحسن
ابن الملك المظفر على أخيه الملك المؤيد
قال : " ولما ولي الملك المؤيد كان أخوه الملك المسعود مقطعا للأعمال
السرددية من جهة أخيه الملك الأشرف ، فتألم أن أفضت السلطنة إلى المؤيد ، فلما

الصفحة 107