كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 108 """"""
استقر الصلح بين السلطان والأمير الصارم إبراهيم بن يوسف ، وسأل الأمان على
تسليم الحصون الحجية على ما تقدم ، سأل أن يكون تسليمها إلى الملك المنصور
زند الدين أيوب أخي المؤيد ، والقاضي الوزير موفق الدين ، وأن يحضر معهما إلى
الملك المؤيد ، فأمر الملك المؤيد أخاه ووزيره بذلك ، فقيل للملك المسعود : إن
ذلك أحبولة ومكيدة للقبض عليه ، وأخذ المهجم منه ، وكان طريقهما عليه ،
فاستوحش من ذلك ، وكتب إلى أخيه المؤيد يستعطفه ويترقق له ، ويقول : " إنه خائف ، ويسأله أن يكون هو الذي يقبض الحصون الحجية ، وأنه لا فرق بينه وبين
أخيه المنصور ، فأجابه الملك المؤيد : أن إبراهيم لم يطلب إلا صنونا الملك
المنصور ، والوزير ، ولو طلبك لفعلنا ، فاتركهما يمران الطريق ، ولا يكن لك إليهما
سبيل اعتراض ، فلم يجب إلى ذلك ، فكتب إليه ثانيا ذمة أنه باق على ما بينه وبينه ،
وأن ليس القصد في تجهيز العسكر إلا أخذ الحصون الحجية ، وإذا كرهت أن أخاك
المنصور لا يصل إلى المهجم أمرناه بطريق الحازة ، فلا يصل إليك ، وكتب إلى
المنصور أن يتوجه على طريق الحازة ، ففعل ذلك ، ولما صار المنصور بالفخرية حسن
أتباع الملك المسعود له الخروج ، فخرج وقصد المحالب ، وتم إلى حرض ، وأقام
الفتنة ، وأما المنصور والوزير فطلعا إلى جهة حجة ، وقبضا الحصون الحجية .
وجمع المسعود العربان من كل ناحية ، وكان عقيد رأيه والمدبر لجيشه علي بن
محمد بن إبراهيم ، وكان مقدما بحرض في الدولة الأشرفية ، فلما اتصل خبره بالملك
المظفر جهز ولده الملك الظافر عيسى ، وكتب إلى المنصور والصاحب علي بن محمد
اليحيوي أن يكون مع ولده ، وفوض تدبير الحرب إليهما ، فتوجهوا إليه والتقوا فيما
بين حرض والمحالب ، فلم يكن للمسعود بهم طاقة ، وتفرق جمعه ، وقبض على
المسعود وولده أسد الإسلام في المحرم سنة سبع وتسعين وستمائة ، فلما أحضرا إلى
الملك المؤيد جعلهما في " دار الأدب " ، فكانا فيها دون السنة ، ثم أطلقهما وأسكنهما
حيس ، وقرر لهما ولغلمانهما جامكية .
ذكر متجددات كانت في شهور سنة سبع وتسعين وستمائة
في شهر ربيع الأول منها قتل الأمير علم الدين سليمان بن محمد بن سليمان بن
موسى ، قتله عبيده بالوادي الحار .
وفيها في جمادى الآخرة توجه الملك المظفر من صنعاء إلى خدمة والده الملك
المؤيد متبرئا من الأعمال الصنعانية ، ثم عاد إليها في السنة المذكورة ، واستولى على