كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 110 """"""
ثم توجه الملك المؤيد في يوم السبت أول شهر ربيع الأول قاصدا صنعاء ،
ولما استقر بها وصل إليه الأمراء الأشراف ومشايخ العربان ، وفي جملتهم الأمير
أحمد بن علي بن موسى لتمام صلح الأشراف ، فتم صلح الأشراف على تسليم نعمان
واللحام وصعدة ، وقسمة بلاد مدع كما كانت في زمن الملك المظفر ، ثم توجه إلى
تعز وصحبته الأمير جمال الدين علي بن عبد الله ، والأمير أحمد بن علي ، والأمير ابن
وهاس ، وأمراء العرب ، ثم توجه إلى زبيد في جمادى الآخرة ، وصحبته الأشراف
والأمراء ، وطلع من زبيد في آخر شعبان ، فلما كان عيد الفطر ودعه الأمير جمال الدين
على السماط ، وتوجه إلى البلاد العليا ، والذي حصل له من الإنعام من حين خرج من
الميقاع إلى أن عاد إلى بلاده ما يزيد على سبعين ألف دينار " الدينار : أربعة دراهم ،
والدرهم : عشرة قراريط " .
وفي شوال من السنة توجه الملك المؤيد إلى عدن ، فأقام إلى ثاني ذي الحجة
وعيّد عيد النحر بفور ، وعاد إلى تعز في آخر ذي الحجة سنة ثمان وتسعين .
وفي سنة تسع وتسعين وستمائة توفي الأمير جمال الدين علي بن عبد الله المقدم
الذكر ، وكان من أكابر الأشراف وأعيانهم ، ورؤسائهم وصدورهم ، وقد ناف عمره
على السبعين ، ولما مات أجمع أهله على تقديم ولده الأمير عماد الدين إدريس ،
وكاتب الملك المؤيد في ذلك ، فكوتب بأن يصل إلى بابه فطلب ذمة ، فكتب إليه ،
وحضر إلى الملك المؤيد في ذي القعدة ، والمؤيد يومئذ بثعبات .
فلما كان بعد عيد النحر تقررت الحال على أن يسلم الحصون التي بيده - وهما
الميقاع والعظيمة - فتسلمهما نواب الملك المؤيد في سنة سبعمائة ، وأنعم على
الشريف عماد الدين إدريس بعشرة أحمال طلبخاناة ، وثمانية عشر ألف درهم ، وسنجقا
وخلعا وملابس ومماليك وخيول وبغال ، وركب معه الأمراء ، وأعطى القحمة .
وفي سنة تسع وتسعين وستمائة حط الملك المظفر على أشيح ، وأخذ حصن
إرياب وغراس بالحقل قهرا ، فزينت صنعاء لذلك .
وفي سنة سبعمائة توجه الملك الظافر عيسى بن المؤيد مقطعا لصنعاء وأعمالها ،
فدخل صنعاء في العشر الأخر من شهر رمضان .
وفي رابع عشر شهر رجب من السنة أخذ الأمير صارم الدين داود بن علي
حصن الجميمة بجبال شظب والأمير علي بن أحمد حصن العجرد بشظب بموافقة من
فيها .