كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 111 """"""
وفي سنة إحدى وسبعمائة خالف الأشراف السلمانيون ، وقتلوا المقدم خطلبا ،
وكان مقيما بالراحة ، فأخذوا من خيله أربعين فرسا ، فرسم الملك المؤيد إلى الأمير
عماد الدين إدريس بالتوجه إلى الراحة ، وأضاف إليه عسكرا من الحلقة ، وأمر الأمير
شهاب الدين أحمد بن الخرتبرتي شاد تهامة ، وأمر متولي حرض بالمسير ، فسار
العسكر ، بكماله ، ودخلوا الراحة ، وأحرقت بلاد المفسدين ، وتتبعوهم إلى قريب
اللؤلؤة ، وسألوا الصلح ، وأعادوا الخيل التي أخذوها ، وتسلم نائب الملك المؤيد
- وهو الشريف علي بن سليمان - الراحة وبلادها ، وعاد العسكر .
وفيها أوقع الأمير سيف الدين طغريل - وهو مقطع لحج - بالجحافل والعجالم ،
وقتل منهم ما ينيف على أربعين رجلا ، واتفقت له وقعة أخرى بالدعيس ، فقتل منهم
ما ينيف على سبعين .
ذكر ما وقع بين الأشراف من الاختلاف
وما وقع بسبب ذلك من الحرب والحصار
وفي سنة إحدى وسبعمائة توجه الملك المؤيد إلى البلاد العليا ، فأقام بالجند
أياما ، وبالموسعة أياما ، وبصنعاء أياما ، ثم خرج منها إلى الظاهر ، وطلع من نقيل
عجيب ، والموجب لطلوعه ما جرى بين الأمير تاج الدين محمد بن أحمد بن يحيى ،
وبين الشيخ قاسم بن منصور الضربوه - صاحب ثلا - من التشاجر على البلاد التي
بينهما ، فأخرب كل منهما على الآخر بعض بلاده ، وكان الشيخ ممن يحالف الملك
المؤيد ، فاجتمع الأشراف إلى ظفار : منهم الأمير همام الدين سليمان بن القاسم ،
فسألهم تاج الدين القيام معه لمحاربة صاحب ثلا ، فذكروا أنه حليف الملك ، ولا
يمكن حربه إلا بمحاربة السلطان ، ورأوا إخراب القنة ، وبعض ثغر ظفار من
المصلحة ، وأن يرسلوا القاضي أحمد بن محمد الذماري إلى الملك المؤيد ليتحقق
رأيه ، فأرسلوه ، وعاد كل منهم إلى بلاده .
فأما الأمير موسى بن أحمد فإنه لما وصل إلى صعدة قبض بعض بلاد الأمير
سليمان بن القاسم ، وكتب إلى الأمير شرف الدين شكر بن علي يستدعيه إلى صعدة ،
فوصل إليه فأرسله إلى الملك المؤيد ، وسير معه ابنه الأمير علم الدين موسى ، وقبض
منه رهينة ، فلما وصل إلى صنعاء ترك الرهينة في حصن ذهبان عند الأمير محمد بن
أحمد الحاتمي الهمداني ، ثم وصل إلى المؤيد وهو على الحركة إلى البلاد العليا ،
فأكرمه المؤيد ، وأنعم عليه ، سار معه إلى الموسعة ، ومن هناك تقدم إلى صوب
ابنه .

الصفحة 111