كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 114 """"""
ومالت قبائل المرقان وبنو أسد الصيد ، وبنو حسن ومخلاف تلمص وبنو
دحروج إلى جنب السلطان ، وما كان إليهم من مال وغيره ، وأخرجوا حريمهم من
ظفار وسكنوا صنعاء ، وسلم الأمير تاج الدين الحدة وخرب شريب ، ورهن ولده مع
رهينة الأمير همام الدين سليمان بن القاسم ، وانعقد الصلح بين الملك المؤيد وبين
أصحاب ظفار وتاج الدين ، على أن المؤيد يحارب تلمص ، ويعمل فيه ما شاء .
وعاد الملك المؤيد إلى اليمن في الثامن عشر من شعبان سنة اثنتين وسبعمائة
ووصل تعز في غرة رمضان منها .
وفيها توفي الملك العادل صلاح الدين أبو بكر ابن الملك الأشرف بن الملك
المظفر ، ودفن في أول شهر رمضان في ضراس .
وتوفي الأمير نجم الدين موسى بن شمس الدين بنواحي صعدة .
وفيها أمر الملك المؤيد بإنشاء مدرسة بمغربة تعز ، ووقفها على طائفة الشافعية ،
ورتب بها مدرسا ومعيدا وعشرة من الطلبة ، ومتصدرا لإقراء القراءات السبعة ، ومعلما
يقرئ جماعة من الأيتام القرآن ، وإماما يصلي بالناس الخمس ، ووقف بها خزانة
كتب ، ونقل إليها كتبا كثيرة من كتب العلوم والتفاسير .
وفي سنة ثلاث وسبعمائة في العشرين من المحرم توفي الملك الظافر قطب الدين
عيسى بن الملك المؤيد بحصن تعز ، ودفن بمدرسة أبيه ، ورتب والده قراء يقرأون
القرآن على قبره ، وتألم والده عليه ، وأمر بذبح خيله الخواص فذبحت ، وتصدق
بلحمها حالة حمله إلى قبره ، وعملت له الأعزية في سائر المملكة .
وفيها توفي الأمير أبو سلطان المتولي على تلمص المتقدمة الذكر ، فغلب
المرتبون في الحصن عليه ، وباعوه من الأمير علي بن موسى بن شمس الدين ، فسار
نحوه ، ونقل إليه الطعام ، ووقعت الحرب بين عسكر السلطان والأشراف بسبب ذلك ،
وذلك في النصف الأخير من شعبان ، ثم حصل الصلح ، وانعقدت الذمة إلى سلخ
ذي الحجة على إخلاء صعدة من الفئتين .
وفي سنة أربع وسبعمائة أمر الملك المؤيد بالقبض على الأمير أسد الدين
محمد بن أحمد بن عز الدين ، وولده ، والشريف شكر بن علي ، وسبب ذلك أنه بلغه
مباطنتهم في صعدة وتلمص .
وفي ذي الحجة من السنة فارق الأمير سيف الدين طغريل الخزندار صنعاء
وأقطعها السلطان ولده الملك المظفر ، وأقطع طغريل الخزندار المذكور الأعمال