كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 115 """"""
الأبينية ، ونزل إليها في المحرم سنة خمس وسبعمائة ، ثم فارق المظفر صنعاء في آخر
شعبان من هذه السنة ، وتوجه إلى أبيه ، فأقطعت الأمير سيف الدين طغريل المذكور ،
وأقطع الأمير عماد الدين إدريس بن علي الأعمال الأبينية ، وفيها تم الصلح بين الملك
المؤيد والأشرف ، وقبض رهائنهم ، ورجع أهل مدينة صعدة إليها وسكنوها .
وفي سنة سبع وسبعمائة ملك الملك المؤيد حصن القرانع وهو مزاحم الطويلة
بينهما رمية حجر ، وحصلت الحرب بين تاج الدين محمد بن أحمد بن يحيى بن
حمزة وبين الأمير سيف الدين طغريل مقطع صنعاء .
وفيها في جمادى الأولى خالف ابن أصهب بأصاب وأخذ حصن السانة بها ،
وهو حصن منيع مرتفع ، فتوجه الملك المؤيد إليه بعسكر ، وحصره به ، فراجع ابن
أصهب إلى الطاعة ، ونزل على الذمة هو وأولاده وحريمه ، واستعاد الحصن ومعه
حصونا أخر ، ورجع إلى زبيد ، وأقيمت التهاني والأفراح بسائر المملكة ، ومدحه
الشعراء .
ذكر إنشاء القصر المعقلي والمنتخب
وفي سنة ثمان وسبعمائة في النصف من صفر من عمارة القصر المسمى
بالمعقلي بثعبات ، وهو مجلس طوله خمسة وعشرون ذراعا في عرض عشرين ذراعا
بسقفين مذهبين بغير أعمدة بأربع مناظر بأربع رواشن ، وفيه طشتيات من رخام
شكل حلزون ، وفي صدره شبابيك تفتح على بستان ، وكذلك الرواشين وأمامه بركة
طولها مائة ذراع ، وعرضها خمسون ذراعا على حافتيها الأوز الصفر ترمى بالماء من
أفواهها ، ويقابل المجلس شاذروان بعيد المدى ينصب ماؤه إلى البركة ، ولما كمل
أمر الملك المؤيد بمجتمع حضره الأمراء والوزراء والفقهاء والأعيان والعامة من أهل
البلد ، وجلس الملك في الطبقة الثانية ينظر إلى الناس ، وخلع على الأعيان وامتدحه
الشعراء .
وعند الفراغ من هذا القصر أمر ببناء قصر ثان سماه المنتخب ، وبستان وفي
السنة المذكورة توجه الملك المؤيد إلى زبيد في رابع جمادى الأولى ، فأقام بها نصف

الصفحة 115