كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 116 """"""
شهر ، وتوجه إلى المهجم ، فأقام به إلى تاسع عشر شهر رجب ، وسار إلى جهة
حجة ، ورجع منها في تاسع عشر شعبان ، ودخل المهجم في الثالث والعشرين منه ،
وخرج منه وعيّد بزبيد .
وفي السادس عشر من شوال وصل الأمير تاج الدين محمد بن أحمد بن
يحيى بن حمزة إلى الملك المؤيد ، ولم يطأ بساطه قبل ذلك ، وهو من أعيان
الأشراف ورؤسائهم ، وله حصون منها كحلان والطويلة وعدة حصون غيرهما ، فأكرمه
المؤيد ، وأنعم عليه ، وتوجه به إلى صوب البحر ، وركب الملك المؤيد فيلا ، وأردف
الشريف تاج الدين خلفه ، ودخل البحر فلجج الفيل بهما في الماء ، فبادر الفيّال بأن
ركب فيلة ، ودخل البحر ، واتبع الفيل وأسرع حتى أدركه ، فلما شم الفيل رائحة الفيلة
رجع إليها ، ورجع الفيّال بالفيلة أمامه ، واتبعه الفيل إلى البر ، وهذا دليل على خفة
وطيش ، وعدم ثبات وتغرير بالنفس ، وكانت سقطة من الملك المؤيد ثم عاد إلى
زبيد ، ثم إلى تعز ، ودخلها في السابع والعشرين من ذي القعدة والشريف تاج الدين
معه ، وفرجه في قصور ثعبات .
وفي سنة تسع وسبعمائة رسم الملك المؤيد للأمير عماد الدين إدريس أن يتوجه
إلى صوب الشرفين لاستفتاحهما بعد أن استخدم له مذحج ، وأصحبه جماعة من
العسكر فتوجه وطلع من الطهرة إلى الشرف الأعلى ، واستولى على جبل سعد ببلد
الجبر ، وحصن القاهرة ببلد المحابسة ، وأخذها من أهل الشرفين ، وتوجه إلى الشرف
الأسفل وحط بقلحاح ، وتسلم في ذلك اليوم حصن القفل وكان يومئذ بيد ابن مقرعة
مولى الشريف إبراهيم بن قاسم ، ثم توجه إلى جبل الشاهل ، فاستولى على حصن
أقتاب وحصن الناصرة واستولى على الشرف الأسفل بكماله ، ولم يبق إلا حصن
المسوكة للأشراف أهل جبل حرام ، ومنهم عند الملك المؤيد محمد بن علي ، وأخوه
يقصدان بيع الحصن عليه ، فأخذه الأمير عماد الدين بمصالحة على ألفي دينار ، وكتب
إلى المؤيد بذلك فصادف وصول كتابه وقد عقد القاضي الصاحب موفق الدين مجلسا
لشراء الحصن من الشريف محمد بخمسة آلاف دينار وكساوى ، ولم يبق إلا وقوع
المعاقدة ، فقرأ الملك المؤيد الكتاب ، وأمر بنقض المجلس ، ثم تسلم الأمير
عماد الدين حصن المفتاح في سنة عشر ، وسلم جميع ذلك إلى غلام الدولة حسن بن
الطماح بن ناجي بحكم ما بيده من ولايتها من جهة الملك المؤيد .

الصفحة 116