كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 118 """"""
وفي سنة عشر وسبعمائة تسلم الأمير شمس الدين عباس حصن عزان ، ونقل
محطته نحو ظفار فحط بالطفة ، ونصب المنجنيق على حصن تعز ، فرغب الأشراف
في الصلح ، فوقع ، وعاد الملك المؤيد من صنعاء إلى تعز في الخامس والعشرين من
صفر سنة عشر وسبعمائة ، وأقطع صنعاء للأمير أسد الدين محمد بن حسن بن نور ،
وفي سنة تسع توفي الفقيه رضي الدين أبو بكر بن محمد بن عمر صاحب الملك
المؤيد ، وأخو وزيره ، وكانت وفاته بزبيد ، وفيها توفي الأمير تاج الدين محمد بن
أحمد بن يحيى بن حمزة .
وفي عشر وسبعمائة في سابع عشر جمادى الآخرة دخل الأكراد في الطاعة ،
وبذلوها من أنفسهم ، ورهنوا رهائن وأعطوا حصن هران واستخدم من أراد الخدمة
منهم . وفيها أقطع المؤيد الأمير جمال الدين نور بن حسن بن نور الأعمال الصعدية
والجوفية والجثة بتهامة وعوض الإمام عماد الدين عن الجثة بالقحمة .
وفي سنة إحدى عشرة وسبعمائة توفي الملك الواثق نور الدين إبراهيم بن الملك
المظفر يوسف بن عمر ، وكانت وفاته في آخر المحرم بظفار الحبوظي .
وفي سنة اثنتي عشرة وسبعمائة ، وفي شهر رجب احترقت دار المرتبة بتعز ،
واحترق فيها أشياء كثيرة .
وفيها في يوم الأحد سادس ذي القعدة توفي الملك المظفر ولد الملك المؤيد
بتعز وأوصى قبل يوم وفاته ألا يصاح عليه ، ولا يشق عليه ثوب ، ولا يغطى نعشه إلا
بثوب قطن ، وأن يدفن في مقابر المسلمين ، وألا يعقر عليه شيء من خيله ، فنفذت
وصيته في جميع ذلك إلا الدفن ، فإنه دفن مع أخيه الظافر في المدرسة المؤيدية ،
وكان من جملة وصيته أن يعمل له في تربة المحاريب مدرسة ، وأن يجرى لها الماء ،
ويجرى الماء منها إلى حوض تحتها ، ففعل ذلك ، ورتب بها جماعة من الطلبة .
وفي ثالث ذي الحجة توفي الصاحب القاضي موفق الدين وزير الملك المؤيد
المقدم الذكر ، وكان مكينا عند السلطان كما تقدم .
وفي السنة المذكورة أمر الملك المؤيد بإنشاء قصر ظاهر الشبارق بزبيد في
البستان الذي أمر بإنشائه هنالك .
قال : وصورة بنائه أن وضع به أيوان طوله خمسة وأربعون ذراعا ، وفي صدره
مقعد عرضه ستة أذرع ، وله دهليز متسع ، وفوق الدهليز قصر بأربعة أواوين ، والجميع
جملون ، وفيه المباني الغريبة المشرفة على البستان المذكور من جميع نواحيه .