كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 120 """"""
وفي سنة سبع عشرة وسبعمائة ، وصل القاضي الفاضل تاج الدين عبد الباقي بن
عبد المجيد من دمشق إلى اليمن إلى خدمة الملك المؤيد باستدعاء منه له ، وولاه
كتابة إنشائه ، وأكرمه وقربه .
وفيها دخل عسكر المؤيد فللة وملكوها ، وضربت البشائر في سائر البلاد .
وفي سنة ثمان عشرة وسبعمائة وصل صفي الدين عبد الله بن عبد الرزاق
الواسطي ، وهو من جملة الكتاب ببلد حماة ، وباشر كتابة بيت المال بطرابلس الشام ،
فلما استقر علاء الدين كشتغدى في الخدمة المؤيدية نوه بذكره وشكره ، وأثنى عليه ،
وذكر معرفته ونهضته ، فاقتضى ذلك طلبه ، فطلب طلبا حثيثا وأنفق عليه إلى حين
وصوله من الذهب العين ألفي مثقال ، ولما وصل فوض إليه شاد الاستيفاء ، وحظي
عند المؤيد وانبسطت يده في الدواوين ، والمذكور زوج ابنة الأمير علاء الدين
كتشتغدي ، وتوجه المذكور في السنة المذكورة إلى عدن وحمل منها ثلاثمائة ألف
دينار ، وعاد بها والمؤيد بالجند فأكرمه وعظمه .
وفي السنة المذكورة رتب الأمير علاء الدين كشتغدي الجيش اليمني على قاعدة
الجيوش المصرية ، وجعل له حاجبا للميمنة ، وحاجبا للميسرة ، ورتب خلف السلطان
إذا ركب العصايب والجمدارية والطبردارية ، فركب المؤيد بهذا الزي .
وفي سنة تسع عشر وسبعمائة فوض الملك المؤيد للأمير علاء الدين كشتغدي
نيابة السلطنة وأتابكية العسكر ، وتقدم عنده تقدما لم يسمع بمثله ، وقرئ منشوره
بأيوان الراحة ، وكان يوما مشهودا ، ووقع بينه وبين صهره صفي الدين منافسة ظاهرا ،
وباطنا ، ثم كانت وفاة كشتغدي في سنة عشرين وسبعمائة .
وفي سنة عشرين وسبعمائة حصلت مرافعات من الكتاب على صفي الدين ،
وحاققه الكتاب بمجلس الملك المؤيد ، ونسبوا إليه أنه أخذ جملة من المال ، ولم
يظهر عليه أثر ذلك ، فعزله المؤيد عن شد الاستيفاء ، وفوض ذلك إلى الأمير
جمال الدين يوسف بن يعقوب بن الجواد .

الصفحة 120