كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 121 """"""
وفيها وصل القاضي محيي الدين يحيى بن القاضي سراج الدين عبد اللطيف
التكريتي الكارمي من الديار المصرية على طريق مكة ، واجتمع بالملك المؤيد ، وقدم
له جملة من الزمرد واللآلئ ، وتقدم عنده تقدما كثيرا ، وأحله محل الوزارة ، وفوض
إليه الوكالة ، وصرفه في عدن تصرفا عاما تاما مطلقا ، وأعطاه من ماله - على حكم
المتجر - مائة ألف دينار ، وأطلق له من عدن خمسين ألف دينار ، وتوجه إلى عدن ،
وعاد منها في سنة إحدى وعشرين ، وحصل بينه وبين صفي الدين مرافعات بمجلس
السلطان ، ولم ينتصر أحدهما على الآخر ، وركب السلطان ومحيي الدين في يوم العيد
في موضع الوزارة ، وركب بالطرحة على عادة وزراء مصر .
ذكر وفاة الملك المؤيد هزبر الدين داود
كانت وفاته رحمه الله تعالى في نصف الليلة المسفرة عن يوم الثلاثاء مستهل
ذي الحجة سنة إحدى وعشرين وسبعمائة ، وكان قد هم بالنزول من تعز إلى زبيد على
عادته ، فنزل قصر الشجرة ، وحصل له وجع ، فأقام بالقصر عشرة أيام ، ومات وغسل
بدار العدل أسفل الحصن ، ودفن بمدرسته التي أنشأها بمغربة تعز وكانت مدة ملكه
خمسا وعشرين سنة وخمسة أشهر وثلاثة وعشرين يوما . وكان ملكا حازما فاضلا
محبا للعلوم مقربا لأهلها يستميلهم إليه حيث كانوا ، ويرغب فيهم ، ويرغبهم فيما
عنده ، ويكرم من وفد عليه من الديار المصرية وغيرها ، وكان محبا لجمع الكتب
والتحف ، جمع من مصنفات العالم على اختلافها وتباينها ما ينيف على مائة ألف
مجلدة ، وحملت إليه الكتب والتحف من كل جهة ، وكان عنده مع ذلك زيادة على
عشرة نساخ ينسخون الكتب ، وترفع إلى خزانته بعد مقابلتها وتحريرها ، رحمه
الله تعالى .
وملك بعده ابنه سيف الإسلام .
ذكر ملك الملك المجاهد سيف الإسلام علي
ابن الملك المؤيد هزبر داود بن الملك المنصور عمر
ابن علي بن رسول وخلعه من الملك
ملك بعد وفاة والده رحمه الله تعالى ، وعمره يوم ذاك خمس عشرة سنة وخمسة
أشهر وثمانية عشر يوما ، فإن مولده في ثالث عشر جمادى الآخرة سنة ست
وسبعمائة .