كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 123 """"""
فلما علم الأمراء البحرية وأكابر الدولة ما أضمره شجاع الدين لهم ، بادر جماعة
منهم في النصف الأخير من جمادى الآخرة ، فقتلوا شجاع الدين المذكور في داره
بالمحاريب هو وقاضيه الفقيه عبد الرحمن ، ثم قبضوا على الملك المجاهد وهو
بثعبات ، ونهبت تلك الليلة دور كثيرة بالمغربة والمحاريب .
ذكر ملك الملك المنصور زند الدين أيوب بن الملك
المظفر يوسف بن الملك المنصور عمر بن علي
ابن رسول ، وخلعه
قال : ولما قبض الأمراء والعسكر على الملك المجاهد بادروا إلى عمه الملك
المنصور وملكوه ، وحلفوا له ، وصعد إلى الحصن ، وبذل الأموال ، وأنفق في العساكر
وصرف في مدة سلطنته سبعمائة ألف دينار خارجا عن التشاريف ، وكاتبه الأشراف ،
وهنئوه ، فبعث إلى كل شريف منهم ما جرت العادة به ، وفوض نيابة السلطنة إلى
الأمير شجاع الدين عمر بن علاء الشهابي فأقام أياما ، ثم حصل بينه وبين الأمراء
البحرية منافرة أوجبت أن استبدل به الأمير جمال الدين يوسف بن يعقوب بن الجواد
المقدم ذكره ، وفوض إليه أمر بابه بكماله .
قال : وفي ليلة جلوس الملك المنصور أرسل إلى الملك الناصر جلال الدين
ابن أخيه الملك الأشرف يطالبه ، فلما وصل إلى الجند تلقاه بالطبلخاناة ، وأقطعه
المهجم ، وعقد أيضا للأمير بدر الدين حسن بن الأسد الألوية ، ورفع له الطبلخاناة
وأقطعه صعدة وما والاها ، وعقد للأمير نجم الدين أحمد بن أزدمر الألوية ، ورفع له
الطبلخاناة ، وأقطعه حرض ، وعقد لولديه الملك الكامل تامور الدين ، والملك الواثق
شمس الدين الألوية ، ورفع لهما الطبلخاناة وعيّن لهما الإقطاعات ، وأرسل ولده
الملك الظاهر أسد الدين عبد الله إلى حصني الدملوة والمنصورة ، وفي خدمته الشيخ
افتخار الدين ياقوت العزيزي فتسلم الحصنين .
ذكر عود الملك المجاهد إلى الملك والقبض على عمه
الملك المنصور ووفاته
وكان الملك المنصور لما ملك أبقى على حاشية أخيه الملك المؤيد ، ولم يغير
أحدا منهم ، وكان منهم من يميل إلى الملك المجاهد ولد مخدومهم ، فتقدم بعض
غلمان المجاهد إلى بلاد العريبين ، واتفق هو وجماعة منهم مقدمهم بشر الذهابي ،

الصفحة 123