كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 126 """"""
وكان أهل زبيد يرغبون في الصقري ، ويميلون إليه لتقدم ولايته عليهم في الأيام
المؤيدية ، ووقع بين أهل زبيد اختلاف على قتيل ، فخرج جماعة من عوارين البلد
إلى الصقري والعسكر بكماله قد نزل بستان الراحة بباب الشبارق ، فتكفلوا للعسكر
أنهم يطلعون رجالهم بالحبال ، فبادر عسكر الظاهر إلى ذلك ودخلوا البلد في مستهل
شهر رجب سنة ثلاث وعشرين وقت الظهر ، ونهبت بيوت مخصوصة منسوبة إلى
المجاهد : كدور بني النقاش ، ومن والاهم ، وكان بها جملة من الطعام ، وظفر
الصقري بآلات وتحف للمجاهد منها : حياصتان مرصعتان بالجواهر النفيسة ، وكانت
للملك المؤيد ، وسرموزه مرصعة بالجوهر يقال أنها كانت لبنت جوزا ، أخذها
المجاهد من الدملوه حال طلوعه ، فأحضرها الصقري إلى الظاهر ، واستولى الظاهر
على زبيد والبلاد التهامية . وقامت دعوته بها ، وضربت السكة باسمه ، وخطب له في
التهايم كلها ، وسكن عسكر الظاهر بكماله زبيد .
ولما اتصل ذلك بالمجاهد جهز عسكره ، وقدم عليهم الأمير نجم الدين أحمد بن
أزدمر : وابن العماد ، والزعيم بن الافتخار ، وكانوا يزيدون على ثلاثمائة فارس ،
وأربعمائة راجل ، ومقدم الرجالة أخو الورد بن الشبيلي ، ولما دخلوا إلى السلامة نهبوا
أكثر بيوتها ، وساروا إلى جهة زبيد ، فخرج إليهم جماعة من العسكر وأقام الصقري
بالبلد ، فالتقوا بالمنصورة ، فانهزم عسكر المجاهد ، وقتل منهم خلق كثير ، وأخذ العلم
والحمل الذي كان مع ابن أزدمر وأسروه ، ودخل رديفا خلف الشريف صارم الدين
داود بن قاسم بن حمزة ، وقتل أخو الورد بن الشبيلي ، وابن العماد ، وتفرق العسكر ،
واستأمن منهم جماعة ، وقوي الظاهر بذلك .
وكانت عدن بيد الملك المجاهد ، وواليها ابن النقاش ، فوقع بينه وبين الأمير
شجاع الدين عمر بن بلبان العلمي منافرة ، فكتب إلى المجاهد يشكو منه ، فظفر بعض

الصفحة 126