كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 131 """"""
فكانت عدة هذا العسكر ألف فارس وخمسة وسبعين فارسا ، ومن أمراء
الطبلخاناة اثني عشرة ، عدتهم ثلاثمائة ، وخمسة من أمراء العشرات ممن عدتهم ستة
عشر ، ومن المماليك السلطانية مائة وستة وعشرين ، ومن مقدمي الحلقة المنصورة
ومضافيهم ثلاثمائة ومن أجناد الأمراء ثلاثمائة وستة ، فتجهز هذا العسكر أحسن جهاز
وأجمله ، وجهز السلطان - خلد الله ملكه - معهم خزانة مال ، ورسم لمقدم الجيش
الأمير ركن الدين المذكور أن ينفق المال لمن نفق له فرس ، أو تنبل له جمل ،
وجهز صحبة المقدم المذكور عدة تشاريف لملك اليمن ، وأمراء الحجاز ، وغيرهم من
العربان .
قال : وكان بروز هذا العسكر من القاهرة المحروسة في يوم الخميس خامس
شهر ربيع الآخر من السنة المذكورة ، ورحل أوائل العسكر من بركة الجب بظاهر
القاهرة المحروسة في يوم الاثنين التاسع من الشهر ، وتكامل رحيله في يوم الأربعاء
حادي عشر ، واستمر بهم السير إلى أن وصلوا إلى مكة - شرفها الله تعالى - معتمرين
في السادس والعشرين من جمادى الأولى ، وأقاموا بمكة عشرة أيام ، وكتب الأمير
ركن الدين مقدم العسكر الأمانات ، وسيرها أمامه إلى العربان ، وإلى أهل حلي بني
يعقوب ، وإلى الأشراف بالمخلاف السليماني ، وضمنها ما برزت به الأوامر السلطانية
من الوصية بمن تمر العساكر عليه منهم ، وعدم التعرض إلى أموالهم وغلالهم ،
والإحسان إليهم ، فاستقرت خواطرهم بذلك ، ولم ينفروا من العسكر .
وحضر الرسل إلى مقدم العسكر وهو بمكة ، وسألوه أن يكتب إلى الملك
المجاهد كتابا يخبره فيه بوصول العسكر ، فكتب إليه ، وجهز الكتاب على يد بعض
رفقتهم إليه في البحر ، ورحل العسكر من مكة - شرفها الله تعالى - في السادس من
جمادى الآخرة ، وفي صحبته الأمير السيد الشريف سيف الدين عطيفة أمير مكة ،
والأمير الشريف ناصر الدين عقيل أمير ينبع ، وتأخر الأمير عز الدين رميثة عن
الحضور ، حتى حلف له مقدم العسكر وأمنه ، فلحق بالعسكر المنصور في الخامس
والعشرين من الشهر في أثناء الطريق ، ووصل العسكر إلى حلي بن يعقوب في سادس
عشر الشهر ، وأقام العسكر به يومين للراحة والاستراحة ، ورحل في تاسع عشر

الصفحة 131