كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 135 """"""
وكان وصول جاليش العسكر إلى القاهرة المحروسة في يوم الخميس مستهل
ذي القعدة من السنة ، ووصل المقدم وبقية الجيش في يوم السبت ثالث الشهر ، ومثلوا
بين يدي السلطان في يوم الاثنين خامس الشهر ، وخلع على الأمراء في هذا اليوم ،
فخلع على الأميرين المقدمين خلعا كاملة بكلوتات زركش ، وحوائص ذهب ، وخلع
على بقية الأمراء خلعا كاملة على عادتهم ، وزيد الأمير سيف الدين كوكاي في خلعته
كلوتة زركشا ، ثم كان بعد ذلك من أمر الأمير ركن الدين بيبرس الحاجب ، والقبض
عليه ما نذكره ، إن شاء الله تعالى .
وفي سنة خمس وعشرين وسبعمائة أيضا ، في العاشر من شهر ربيع الأول وصل
إلى الأبواب السلطانية بقلعة الجبل بالمحروسة الأمير سيف الدين تنكز نائب السلطنة
بالشام المحروس على خيل البريد ، وشمله الإنعام السلطاني والتشاريف ، وعاد إلى
دمشق على عادته في النيابة ، وكان وصوله إليها في يوم الثلاثاء ثالث شهر ربيع الآخر
من السنة المذكورة .
ذكر حفر الخليج الناصري
وفي هذه السنة أمر السلطان بحفر خليج مستجد سمي الخليج الناصري عوضا
عن خليج الذكر ، وجعل فوهته من قبلي خليج الذكر ، وتولى أمره نائب السلطنة
الأمير سيف الدين أرغون الناصري ، وولاه الأعمال البرانية ، وابتدأ بحفره من فم
البحر ، ومر به على باب اللوق ، ثم إلى بركة قرموط ، واتصل الحفر إلى أن انتهى إلى
الخليج الحاكمي ، وبطل خليج الذكر ، وسد فمه وبنى على هذا الخليج الناصري عدة
قناطر في عدة أماكن منه ، لسلوك المارة عليها فأنشأ القاضي فخر الدين ناظر الجيوش
قنطرة عند فم الخليج بقرب البحر ، وأنشأ الأمير سيف الدين قدودار متولي القاهرة
قنطرة عند باب اللوق ، وأنشأ القاضي شمس الدين عبد الله غبريال قنطرة عند دائرة
بركة قرموط ، وأمر السلطان بإنشاء قنطرة عند باب البحر بظاهر القاهرة ، وأنشأ بعد
ذلك في سنة ست وعشرين الأمير سيف الدين بكتمر الحسامي - الحاجب كان - قنطرة

الصفحة 135