كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 137 """"""
الأقصرائي وغيرهما من المشايخ والقضاة ، وفرقت الأموال الكثيرة على سائر
فقراء الخوانق والزوايا والربط من الذهب والفضة ، وكان يوما مشهودا .
ورتب السلطان بالخانقاة أربعين صوفيا ، ورتب لهم فوق الكفاية ، ورتب لكل
منهم في كل شهر أربعين درهما ، وفي كل يوم ثلاثة أرطال خبز ، ورتب سماطا عاما
يمد في كل يوم يأكله الفقراء المقيمون بها ، والواردون إليها ، وجعل للواردين إليها
ضيافة ، وأنشأ بها حماما للسبيل ، وجامعا ، ورتب له خطيبا ، واحتفل بالمكان غاية
الاحتفال ، وأنشأ به بساتين ، ووقف على الخانقاة أوقافا كثيرة ، يفضل ريعها عن
كفايتها ، ثم زاد بعد ذلك عدة الصوفية ، فجعلهم مائة ، ووصلهم بالافتقاد الوافر ،
ورتب لهم في كل شهر عند وصوله إلى الخانقاة سبعة آلاف درهم يخص الشيخ منها
بألفي درهم ، وتفرق منها خمسة آلاف على الفقراء ، وليس هذا المال من الوقف ،
وإنما هو من ديوان الخاص السلطاني ، وسمع السلطان في هذا اليوم أحاديث نبوية
على قاضي القضاة بدر الدين محمد بن جماعة بقراءة ولده القاضي عز الدين
عبد العزيز ، وانفصل هذا الجمع بأوفر الصلات ، وأتم الإنعام .
ذكر روك الإقطاعات بالمملكة الحلبية
وفي هذه السنة أمر السلطان بروك المملكة الحلبية ، فإنه لم يتأخر من الممالك
بغير روك سواها ، وتوجه لذلك الأمير علاء الدين مغلطاي الجمالي الناصري مدبر
المملكة في العشر الأخر من جمادى الآخرة وصحبته مكين الدين إبراهيم بن قروينة
مستوفي الصحبة ، وكان عوده في يوم الثلاثاء ثالث عشر شهر رمضان ، وحصل
الانتصاب لتحرير الروك ، وتعين فيه جملة أقطع عليها جماعة من المماليك السلطانية
والحلقة .

الصفحة 137