كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 139 """"""
شمس الرئاسة بن كبر النصراني ، وكان الأمير ركن الدين رحمه الله تعالى من بقايا
الخير .
ولما مات فرق السلطان إقطاعه ، فأعطى الأمير علاء الدين مغلطاي الجمالي
مدبر الدولة وأستاذ الدار العالية منه خمسين فارسا على ما بيده ، وقدمه على ألف
فارس ، وأعطى بقيته للأمير سيف الدين بلبان السنائي أحد أمراء العشرات وأمره
بطبلخاناه ، وجعل الأمير عز الدين أيدمر الخطيري رأس الميسرة .
وفي سنة خمس وعشرين أيضا كان عيد الفطر بالقاهرة ، والديار المصرية في
يوم الأربعاء ، وأما دمشق فإن الناس ارتقبوا الهلال في ليلة الثلاثاء فلم يره أحد ،
فصلى الناس التراويح ، وسحر المؤذنون بالمواذن ، وأصبح الناس صياما إلى نصف
النهار ، ثم ثبت على الحكام بدمشق رؤية الهلال ، ونودي بذلك ، وأفطر الناس بقية
النهار ، وصلى صلاة العيد في يوم الأربعاء قضاء بالجامع الأموي دون المصلى ، نقلت
ذلك ، من تاريخ الشيخ علم الدين القاسم بن البرزالي . .
وفيها توجه الحاج على العادة وكان رحيل المحمل السلطاني من بركة الجب في
يوم الجمعة سابع عشر شوال ، وأمير الحاج الأمير سيف الدين طرجي أمير مجلس ،
فلما وصل الناس إلى منزلة السويس ، حصل حر شديد مفرط ، وقل الماء ، فرجع من
الناس خلق كثير من الأعيان وغيرهم .
ذكر القبض على الأمير ركن الدين بيبرس الحاجب
وتنقل الأمراء في الإقطاعات والتقادم
قد ذكرنا في هذه السنة أن الأمير ركن الدين بيبرس الحاجب عاد من بلاد
اليمن بمن معه من العسكر في يوم السبت الثالث من ذي القعدة ، وأنه خلع عليه
وعلى الأمراء في يوم الاثنين خامس الشهر ، وقدم تقدمته ، وأهدى للأمراء هداياه ،
وقبل ذلك منه ، ثم أعطى بعد ذلك بأيام قباء الشتاء بطردوحش .