كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 140 """"""
فلما كان في يوم الاثنين تاسع عشر الشهر المذكور ، وحضر إلى الخدمة
السلطانية على عادته ، ومشى في خدمته نائب السلطنة الأمير سيف الدين أرغون إلى
دار النيابة ، فقال له نائب السلطنة : قد برز أمر السلطان أن تتوجه إلى نيابة السلطنة
وتقدمة العسكر بغزة ، فظن أن المراد بذلك القبض عليه ، فامتنع من قبول الولاية ،
فقال : ما المملوك من هذا القبيل ، أنا من جملة أوشاقية السلطان ، فإن كان قد
رسم فيّ بأمر فمن الآن ، وحلّ سيفه بيده ، فغضب نائب السلطنة منه ، وعوقه بدار
النيابة ، واجتمع بالسلطان ، وأخبره بذلك ، فأرسل السلطان إليه الأمير سيف الدين
قجليس أمير سلاح ، وأمره بأنه متى أصر على الامتناع يقتله ، فكلمه في ذلك
وراجعه ، فصمم على أنه لا يتوجه إلى غزة أبدا ، واختار الاعتقال على ذلك ، فاعتقل
في برج عند باب القلعة وخرج إقطاعه للأمير سيف الدين طينال ، وفرق إقطاع طينال ،
فكمل للأمير سيف الدين أيتمش المحمدي مائة فارس ، وقدم على ألف ، وأمر في
يوم الخميس الثاني والعشرين من الشهر اثنان بطبلخاناة ، أحدهما : على ما بقي من
الإقطاع المحلول عند تنقل الأمراء ، والثاني : على إقطاع الأمير سيف الدين ، ونقل
بهادر البدري إلى نيابة السلطنة بقلعة الكرك ، وتضمن تقليده أن يكون نائبا عن أولاد
السلطان بالكرك ، ونقل نائب السلطنة بالكرك إلى نيابة السلطنة وتقدمة العسكر بغزة
المحروسة .
وعرض السلطان في يوم الخميس المذكور المماليك الكتابية ، وعيّن منهم
سبعين مملوكا لخدمة ولده الذي تقرر إرساله إلى الكرك .
وفيها ، في يوم الاثنين ثالث ذي الحجة أمر السلطان بالقبض على الأمير أبي
إسحاق إبراهيم ولد أخي الخليفة أبي الربيع سليمان ، واعتقاله ، وسبب ذلك أنه
تزوج امرأة مغنية تعرف بفالحة بنت المغربية ، فوقفت أمها للسلطان ، وشكته ، وادعت
أنه تمم على الشهود ، وأحضر امرأة غيرها ، وسماها باسمها ، واستأذنها الشهود

الصفحة 140