كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 141 """"""
فأذنت ، وعقد العقد عليها ولم تكن هي ، وادعى هو أن العقد إنما وقع عليها دون
غيرها ، وشهد الشهود بصحة العقد ، فأمره السلطان بطلاقها ، وأرسل إليه يقول : إنكم
من بيت الخلافة ، ولا يصلح أن تفعل مثل هذا ، وزواج هذه عار عليك ، فصمم على
ألا يفارقها ، واعتذر أنه يمسكها خشية أنه إذا فارقها تعود إلى الغناء ، فيكون عليه
عارها ، فرسم السلطان أنها لا تمكن من الغناء ، وراجعه في طلاقها ، فأصر وأبى
ذلك ، وامتنع منه ، فأمر باعتقاله ، فاعتقل بالبرج في قلعة الجبل ، وادعى أنه غرم عليها
نحو خمسين ألف درهم ، وأمر السلطان أن يستخرج ذلك منها ، واعتقلت عند الشيخة
البغدادية ، وأخذوا جواريها المغنيات ، وبقي الأمير إبراهيم المذكور في الاعتقال أياما
أفرج عنه نائب السلطنة الأمير سيف الدين أرغن ، وأرسل إليه مع بهادر العلمي نائب
الفتاح يقول له : رسم لك السلطان إن لم تطلقها حصل لك ما لا يمكن أن تستدرك
فارطه ، وأشهد عليه بطلاقها ، فعرفه بهادر المذكور الرسالة ، وشدد عليه الجواب ، وما
فارقه إلى أن شهد عليه بطلاقها ، فتوجه بهادر ، وعرف الأمير سيف الدين أرغن أنه
تلفظ بالطلاق ، فشاور عليه السلطان فأفرج عنه حين أذن ، ففارقها وعادت لما كانت
عليه من الغناء .
ذكر توجه السلطان إلى الصيد
والإفراج عمن نذكر من الأمراء
وفي هذه السنة في يوم الخميس الثالث عشر من ذي الحجة توجه السلطان إلى
الصيد المبارك ، وقصد جهة البحيرة .
ولما قارب ثغر الإسكندرية أرسل الأمير علاء الدين مغلطاي الجمالي مدبر
المملكة وأستاذ دار العالية إلى الثغر ، وأمره بالإفراج عن الأميرين سيف الدين طاجار
المحمدي ، وسيف الدين كيتم ، وأمره أن يكشف أحوال الأمراء المعتقلين
بالثغر ، ومن اختار أن يكتب قصة فليستصحبها معه ، ففعل ذلك ، وكتب الأمراء قصصا
بما أحبوا ، وامتنع الأمير بهادر النقوي أمير جاندار - كان - والأمير سيف الدين بلبان
الشمسي من كتابة قصة ، وقالوا : نحن لنا ذنوب عند السلطان ، وبأي وجه نرفع إليه
قصة ، فلما عاد الأمير علاء الدين إلى السلطان عرض على السلطان قصص الأمراء