كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 142 """"""
وأخبره بامتناع الأميرين المذكورين من كتابة قصة ، وبما قالاه ، فشملتهما عواطفه ،
وأمر بالإفراج عنهما ، وأحضرا إلى المخيم المنصوري ، وخلع على الأمراء الأربعة
المذكورين ، وحضروا إلى القاهرة في يوم الجمعة الثامن والعشرين من ذي الحجة .
وفيها في ليلة الأحد ثامن عشر صفر توفي الشيخ الإمام المقرئ المتقن المعمر
تقي الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الخالق بن علي بن سالم بن مكي
المصري الشافعي المعروف بالصائغ شيخ القراءات في وقته ، وكانت وفاته بمصر ،
وصلى عليه يوم الأحد بعد صلاة الظهر بالجامع العمري بمصر ، وأمّ الناس في الصلاة
عليه قاضي القضاة بدر الدين محمد بن جماعة الشافعي ، ودفن بالقرافة ، ومولده في
ثامن عشر جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وستمائة بمصر ، قرأ القرآن على الكمال
الضرير ، وسمع الحديث من الرشيد العطار ، وابن البرهان ، وغيرهما رحمهما
الله تعالى .
وتوفي في ليلة السبت مستهل شهر ربيع الأول الخطيب جمال الدين محمد بن
الخطيب تقي الدين محمد بن مجد الدين الحسن بن الشيخ تاج الدين أبي الحسن
علي بن أحمد بن علي بن أحمد بن القسطلاني خطيب جامع قلعة الجبل
المحروسة ، وإمام الجامع العمري بمصر ، ودفن من الغد بالقرافة ، سمع من ابن
خطيب المزة ، وصحب الشيخ العارف أبا محمد المرجاني ، وحج معه ولازمه ،
ومولده سنة ثلاث وستين وستمائة تقريبا ، وخطب بالجامع العمري بمصر بعد والده
في سنة خمس وتسعين وستمائة ، وخطب والده بالجامع المذكور قبله ثماني عشرة
سنة .
ولما مات الخطيب جمال الدين ، عرض جماعة من الخطباء على السلطان
وخطب كل منهم بجامع القلعة ، ومنهم من خطب في مجلس السلطان في غير يوم
الجمعة ، ثم استقرت الخطابة بجامع قلعة الجبل باسم ابن أخيه الخطيب تقي الدين بن
الخطيب نور الدين ، واستقر ولده الخطيب زين الدين أحمد بن جمال الدين في خطابة
جامع عمرو بمصر ، وإمامته ونظره .

الصفحة 142