كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 143 """"""
وتوفي في يوم السبت الحادي والعشرين من شهر ربيع الآخر من السنة الشيخ
الفقيه المفتي شرف الدين يونس بن أحمد بن صلاح القرقشندي الشافعي ، أحد
المفتين ، وأحد المعيدين بزاوية الإمام الشافعي بالجامع العمري بمصر ، ودفن من يومه
بالقرافة ، رحمه الله تعالى .
وفيها في يوم الأحد خامس عشر شهر ربيع الآخر ، توفي القاضي الفقيه الإمام
العالم سراج الدين يونس بن عبد المجيد بن علي بن داود الهذلي الشافعي الأرمنتي
قاضي الأعمال القوصية ، وكانت وفاته بظاهر مدينة قوص بالمشهد الذي يسكنه
الحكام بقوص من لسعة عقرب ، ومولده بأرمنت من عمل قوص في المحرم سنة أربع
وأربعين وستمائة ، وكان فقيها فاضلا أصوليا وله مصنفات وشعر ليّن ، رحمه الله تعالى .
وتوفي في الليلة المسفرة عن ثالث عشر جمادى الأولى من هذه السنة القاضي
فتح الدين محمد بن القاضي كمال الدين أحمد بن عيسى السعدي المعروف بابن
القليوبي وكان فيما مضى ينوب عن قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة الشافعي في
بعض الأعمال ، ونقل إلى قضاء صفد نيابة عنه أيضا ، ثم صرف منها ، وعاد إلى الديار
المصرية ، فناب في أعمال الدقهلية والمرتاحية عن قاضي القضاة المشار إليه ، ونقل
إلى قضاء أبيار ، ثم عزل وعطل مدة ، حتى ضاق عليه الحال ، فتوجه إلى مدينة
المحلة ، وناب بها عن القاضي عز الدين الحاكم بالغربية مدة تقارب أربع سنين ، ثم
فارق الجهة ، وحضر إلى القاهرة وهو مضعف ، فاستمر به المرض ، واشتدت علته إلى
أن مات رحمه الله تعالى ، ودفن بالقرافة ، وكان رحمه الله رجلا كريما فاضلا جيد
الشعر والنثر ، جيد البديهة لسنا حسن الفكاهة والمحاضرة والمذاكرة ، رحمه الله
وإيانا ، وكان بينه وبين نجم الدين سعيد بن أحمد بن عيسى الغماري المالكي عداوة مستحكمة ثابتة على الحكام ، فلما أيس من الحياة أرسل إليه ، وسأله الصلح عما
مضى والمحاللة ، ففعل ، ثم لم تطل حياة نجم الدين المذكور بعده ، فإنه مرض أثر
ذلك ، ومات بالمدرسة الصالحية النجمية في ليلة الخميس ثاني جمادى الآخرة ودفن
من الغد بمقبرة باب النصر رحمه الله تعالى وإيانا .

الصفحة 143