كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 144 """"""
وتوفي في عشية الأربعاء قبل أذان المغرب في الثاني والعشرين من جمادى
الآخرة الشيخ المحدث نور الدين أبو الحسن علي بن جابر بن علي بن موسى بن
خلف بن منصور بن عبد الله بن مالك الهاشمي الشافعي المعروف باليمني شيخ
الحديث بالقبة المنصورية ، وكانت وفاته بالمدرسة الظاهرية ، وصلى عليه في يوم
الخميس بالمدرسة المذكورة ، وأمّ الناس في الصلاة عليه قاضي القضاة بدر الدين بن
جماعة ، ثم صلى عليه بسوق الخيل تحت قلعة الجبل ، وكانت جنازته مشهودة ، ودفن
بالقرافة . ومولده بمكة شرفها الله تعالى ، في سنة ثمان وأربعين وستمائة تقريبا ، وكان
رحمه الله جيد النظم ، ورحل إلى الهند وغيره من البلاد ، وخلف كتبا كثيرة جدا .
وولي تدريس الحديث بعده بالقبة المنصورية الشيخ العالم زين الدين عمر بن
أبي الحزم بن يونس الشافعي المعروف بابن الكتاني وجلس لإلقاء الدروس بالقبة
في يوم الأربعاء رابع عشر رجب ، وتكلم الناس عليه لقبوله الولاية ، فإنه لم يشتهر
بطلب الحديث ، ولا الاشتغال به وأما فقهه ومعرفته بمذهب الإمام الشافعي فغير
مدفوع عنه .
وفيها في ليلة الخميس السادس من شعبان كانت وفاة الشيخ الصالح الإمام
العالم القاضي عز الدين أبي عبد الله محمد بن الشيخ كمال الدين أبي العباس أحمد بن
الشيخ جمال الدين أبي إسحاق إبراهيم بن يحيى بن أبي المجد اللخمي المعروف جده
جمال الدين بالأسيوطي ، قاضي الكرك بها ، وكان قد وليها في شهر رجب سنة
ست وتسعين وستمائة من قبل السلطان الملك المنصور حسام الدين لاجين
المنصوري ، واستقر بها إلى أن مات ، ومولده بالقاهرة المعزية بالجامع الظافري
المعروف الآن بالفاكهي عند آذان الصبح من يوم الأربعاء السابع والعشرين من شعبان
سنة إحدى وخمسين وستمائة ، ودفن بمقبرة تعرف بالقبر الجديد ، وكان رحمه الله
فقيها عالما متقنا محققا ، من أجلّ مشايخ القراءات ، والعلوم مقتصدا في مأكله وملبسه
وسائر أحواله ، وكان من قضاة العدل والحق ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، ولا يخشى
سطوة ملك ، تساوى عنده في الحق الآمر والمأمور ، رحمه الله تعالى .

الصفحة 144