كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 145 """"""
وتوفي في ليلة السبت الثاني والعشرين من شعبان الشيخ الفاضل العالم البارع
شهاب الدين أبو الثناء محمود بن سليمان بن فهد الحلبي ، ثم الدمشقي كاتب
الإنشاء بدمشق ، وصلى عليه بجامعها ، ثم بسوق الخيل ، ودفن بسفح قاسيون ، بتربة
بناها لنفسه ، ومولده في شعبان سنة أربع وأربعين وستمائة ، وكان رحمه الله رجلا
فاضلا ، كاتبا أديبا شاعرا ، انتهت إليه كتابة الإنشاء ، ولو قيل فيه كاتب الشرق والغرب
لاستحق ذلك غير مدفوع عنه ولا منازع فيه ، وكان يكتب التقاليد والتواقيع والمناشير
من رأس القلم ، ويأتي فيها بما لم يأت به سواه مع الفكرة والروية ، رحمه
الله تعالى ، وولى بعده كتابة الإنشاء بدمشق ولده شمس الدين محمد ، رسم له بذلك
في شهر رمضان من السنة باعتناء نائب السلطنة بالشام به ، وقدم على غيره لهذه
الوظيفة مع توفر الأعيان والأكابر بدمشق .
وفيها في يوم الخميس رابع شهر رمضان توفيت الست الجليلة فالحة ابنة الملك
الأمجد ، مجد الدين حسن بن الملك الناصر صلاح الدين داود بن الملك المعظم
شرف الدين عيسى بن الملك العادل سيف الدين أبي بكر محمد بن أيوب ، ودفنت
من يومها بالتربة المعظمية بسفح قاسيون ، وتعرف هذه المتوفاة " بداردينار " وكان لها بر
ومعروف وإيثار ، رحمها الله تعالى .
وتوفي في يوم الجمعة خامس شهر رمضان الأمير شرف الدين عيسى بن عمر
البرطاسي الكردي ، أحد أمراء الطبلخاناة بمدينة طرابلس ، وشاد الدواوين بها ،
وكان رحمه الله تعالى رجلا شهما شجاعا مقداما ، وأنشأ مدرسة بمدينة طرابلس ،
رافقته في سنة عشر وسبعمائة بطرابلس ، فكان حسن المرافقة ، كثير الاحتمال ، رحمه
الله تعالى .
وفيها في الرابع والعشرين من شهر رمضان قتل الأمير السيد الشريف ناصر الدين
أبو عامر منصور بن الأمير عز الدين جماز بن شيحة الحسيني أمير المدينة النبوية