كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 149 """"""
وتوجه السلطان إلى جهة الحمامات ، وتصيد ، ثم عاد إلى قلعة الجبل في
الساعة الثالثة من نهار الخميس ثاني شهر ربيع الأول ، وتوجه إلى جهة سرياقوس ، ثم
توجه منها إلى الجيزية ، ورتب من أحوال المباشرين ما نذكره ، وتوجه من صفد إلى
جهة الكحيليات لصيد الرخمة ، فتصيد وعاد إلى قلعة الجبل في العاشرة من يوم
الثلاثاء الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول .
ذكر وصول رسل متملك الحبشة
وفي هذه السنة وصل إلى الأبواب السلطانية رسل متملك الحبشة ، ومثلوا بين
يدي المقام الشريف السلطاني بقلعة الجبل المحروسة في يوم الاثنين سادس عشر
المحرم .
وكان مضمون رسالتهم عن ملكهم أنه بلغه أن كنائس النصارى بالديار المصرية
غلقت ، وأن النصارى في ذلة وهوان ، والتمس من السلطان الإحسان إلى النصارى ،
وفتح كنائسهم ، وأنهم متى لم يعاملوا بالإحسان عامل من ببلاده من المسلمين وما بها
من المساجد كما يفعل بأهل دين النصرانية وكنائسهم بالديار المصرية ، وذكروا عنه أنه
قال : نيل مصر الذي به قوام أمرها وصلاح أحوال ساكنيها مجراه من بلادي ، وأنا
أسده ، ونحو هذا من الكلام ، فضحك السلطان من كلامهم ، واستقل عقل مرسلهم ،
وعوملوا بغاية الاطراح والإهانة ، وعادوا إلى مرسلهم .
ذكر عزل وتولية من يذكر من أرباب
المناصب الديوانية بالدولة الناصرية
وفي هذه السنة - في يوم الجمعة ثامن عشر صفر - رسم بإفصال القاضي
شمس الدين عبد الله المعروف بغبريال من نظر النظار والصحبة بالديار المصرية ،
وخلع عليه ، ورسم له بعوده إلى دمشق على عادته الأولى ، عوضا عن كريم الدين
عبد الكريم المعروف بكريم الدين الصغير ، وتوجه على خيل البريد في يوم الاثنين
الحادي والعشرين من الشهر ، فوصل إلى دمشق في بكرة نهار الاثنين ثامن عشر من
الشهر ، ورسم بطلب كريم الدين إلى الأبواب السلطانية ، فوصل إلى المخيم المنصور

الصفحة 149